تعتبر ندوب الجدرة (Keloid Scars) من المشكلات الجلدية
التي تنشأ نتيجة التئام غير طبيعي للجروح، حيث تنمو الأنسجة بشكل زائد عن الحد
الطبيعي، مما يؤدي إلى ظهور بروز جلدي صلب ولامع قد يكون أكبر من الجرح الأصلي.
وتختلف هذه الندوب عن
الندوب العادية بكونها لا تتراجع تلقائيًا مع مرور الوقت، بل قد تستمر في النمو
مسببة انزعاجًا جسديًا ونفسيًا للمصابين بها، وفي هذا التقرير سنتناول أسباب تكون
ندوب الجدرة، الفئات الأكثر عرضة للإصابة بها، وأبرز الطرق العلاجية المتاحة
للتخفيف منها.
أولًا: ما هي ندوب
الجدرة؟
ندوب الجدرة هي نوع من
الندوب التي تظهر عندما تفرط خلايا الجلد في إنتاج الكولاجين أثناء عملية التئام
الجرح، مما يؤدي إلى تكون أنسجة زائدة تمتد خارج حدود الجرح الأصلي.
تتميز هذه الندوب بأنها أكثر سمكًا وصلابة من الجلد المحيط بها، وقد تكون ذات لون
وردي أو أحمر أو بني داكن، حسب لون البشرة. وعلى عكس الندوب العادية، فإن ندوب
الجدرة قد تستمر في النمو مع مرور الوقت دون أن تتلاشى تلقائيًا.
ثانيًا: أسباب تكون
ندوب الجدرة
هناك عدة عوامل تؤدي
إلى ظهور ندوب الجدرة، ومنها:
الجروح والإصابات
الجلدية: مثل الجروح العميقة، الحروق، العمليات الجراحية، وحب الشباب الشديد.
الالتهابات الجلدية: قد
تسبب التهابات الجروح إفراطًا في إنتاج الأنسجة، مما يزيد من فرصة تكون الجدرة.
العوامل الوراثية: حيث
يكون بعض الأشخاص أكثر عرضة لتطوير هذه الندوب بسبب تاريخ عائلي للإصابة بها.
البشرة الداكنة: أظهرت
الدراسات أن الأشخاص ذوي البشرة الداكنة أكثر عرضة للإصابة بندوب الجدرة.
الإصابة في مناطق معينة
من الجسم: مثل الصدر، الكتفين، شحمة الأذن، والرقبة، حيث تكون فرص تطور الجدرة
أعلى.
ثالثًا: أعراض ندوب
الجدرة
تشمل الأعراض الرئيسية
لندوب الجدرة:
نمو زائد في مكان الجرح
يمتد خارج حدوده.
ملمس صلب أو مطاطي مع
سطح أملس ولامع.
تغير في لون الجلد
ليصبح أحمر أو داكنًا.
حكة أو ألم في منطقة
الندبة، خاصة عند لمسها أو تعرضها للضغط.
استمرار النمو التدريجي
دون تراجع بمرور الوقت.
رابعًا: طرق علاج ندوب
الجدرة
على الرغم من أن ندوب
الجدرة قد تكون دائمة، إلا أن هناك عدة طرق علاجية تساعد في تقليل حجمها وتحسين
مظهرها، ومنها:
1- العلاج بالليزر: يعمل
الليزر على تقليل سماكة الندبة وتحسين لونها، مما يجعلها أقل وضوحًا، ويحتاج
العلاج إلى عدة جلسات للحصول على نتائج فعالة.
2- العلاج بالكورتيزون
(الحقن الستيرويدية): يتم حقن الكورتيزون داخل الندبة لتقليل الالتهاب وإبطاء نمو
الأنسجة الزائدة، وقد يحتاج المريض إلى عدة جلسات لتحقيق تحسن ملحوظ.
3- العلاج بالتبريد (Cryotherapy): يتم تجميد الندبة باستخدام
النيتروجين السائل لتقليل حجمها، وفعال بشكل خاص للندوب الصغيرة ولكنه قد يسبب
تغيرًا في لون البشرة.
4- العلاج بالسيليكون: يتم
استخدام شرائح أو جل السيليكون على الندبة لتقليل سماكتها وتحسين مظهرها، ويُفضل
استخدامه لفترات طويلة للحصول على نتائج أفضل.
5- العلاج الجراحي: يتم
اللجوء إليه في الحالات الشديدة لإزالة الجدرة جراحيًا، ولكن هناك خطر من عودتها
مجددًا، وغالبًا ما يتم الجمع بين الجراحة والعلاجات الأخرى، مثل حقن الكورتيزون
أو الليزر، لمنع تكرار ظهور الجدرة.
6- العلاج بالإشعاع: يُستخدم
في بعض الحالات بعد الجراحة لمنع إعادة تكوّن الجدرة، ويتم بحذر نظرًا لتأثيراته
المحتملة على الأنسجة المحيطة.
خامسًا: الوقاية من ندوب الجدرة
للوقاية من تكون ندوب
الجدرة، يُنصح باتباع الإجراءات التالية:
تجنب العبث بالجروح أو
خدشها خلال فترة التئامها.
استخدام شرائح
السيليكون أو ضمادات الضغط بعد العمليات الجراحية لتقليل خطر تكون الجدرة.
تجنب إجراء الثقوب
الجسدية (مثل ثقب الأذن) في حالة وجود تاريخ للإصابة بالجدرة.
تطبيق واقي الشمس على
الندوب الجديدة لحمايتها من التصبغات وتحفيز نموها.
تعتبر ندوب الجدرة من الحالات الجلدية التي قد تسبب إزعاجًا جسديًا ونفسيًا للمصابين بها، نظرًا لمظهرها البارز وصعوبة التخلص منها نهائيً،. وعلى الرغم من أنها لا تشكل خطرًا صحيًا، إلا أن خيارات العلاج المتاحة تساعد في تحسين مظهرها وتقليل أعراضها، لذا فإن التشخيص المبكر واتباع استراتيجيات الوقاية والعلاج المناسبة يمكن أن يساعدا في الحد من تطور هذه الندوب والسيطرة عليها بشكل فعال.
إرسال تعليق