الوجه الآخر لعقوق الوالدين.. للأبناء حقوق أيضًا




يشغلنا كثيرًا في حياتنا اليومية الحديث عن مشكلة عقوق الوالدين، لكن اليوم سننظر للعملة من وجهها الآخر حيث سنتحدث عن مشكلة عقوق الآباء للأبناء وبالتأكيد أن هذه المشكلة أصبحت هي السبب الرئيسي لمشكلة عقوق الوالدين.

وقد أكد على هذا سيدنا عمر بن الخطاب عندما جاء إليه رجلٌ وقال له يا أميرُ المؤمنين ولدي يعُقَّني فأحضر ولده وأراد أن يؤنبه فقال الولد لعمر بن الخطاب يا أميرُ المؤمنين ليس للولدِ حقوقٌ على الأب؟، فقال نعم وعدَّدَ له عدد من الحقوق، فقال الولد فإن أبي فعل كذا وكذا وسماني جِعلًا ولم يعلمُّني حرفًا وعدَّدَ له الكثير من الإساءات من الأب للولد، فغضب عمر بن الخطاب ونظر إلى الأب فقال جئتني تشكو عقوق ولدك وقد عققته قبل أن يعُقَّك.


من أهم صور عقوق الآباء للأبناء عدم العدل بين الأبناء:

- ينبغي أن يحرصُ الآباء على الابتعاد عن التمييز بين أبنائهم، فذلكَ يؤدي إلى خلق الكراهية والغيرة بين الأبناء، وإفساد البيت وحدوث العديد من المشاكل، ويجب أيضا عدم تفضيل بعضهم على بعض في العطاء إلا لزيادة حاجة بعضهم كاختلاف نفقات التعليم أو العلاج أو غيره.


- إهمال الأبناء وعدم إعطائهم حقوقهم:

هناك الكثير من مظاهر إهمال الآباء لأبنائهم مثل عدم الاهتمام بتربيتهم وترك أولادهم دون تعليم، وإجبار الأبناء على تنفيذ قراراتهم دون الاهتمام برغبتهم، وأيضًا عدم توجيههم ورعايتهم نفسيًا واجتماعيًا مما يؤدي إلى انحرافهم ولجوئهم إلى تعاطي المخدرات أحيانًا.


- عدم الإنفاق على الأبناء وتأمين ما يحتاجونه:

أحيانًا يُقصِّر الآباء مع أبنائهم في تأمين متطلباتهم والإنفاق عليهم، وعدم توفير مسكن مناسب لهم، وأيضا عدم توفير حاجتهم من المأكل والمشرب والملبس، ويقول النبى صل الله عليه وسلم: (كفى بالمرء إثمًا أن يضيع مَن يعول).


- قسوة الآباء على الأبناء:

عدم استخدام اللين والود في معاملة الأبناء، واستخدام العنف والقسوة، وعدم مرافقتهم، وأيضًا معايرتهم بأخطائهم والعقاب الشديد على صغائر الأمور مما يؤدي إلي إحساس الأبناء برفض آبائهم لهم ويؤثر ذلكَ بالسلب على الأبناء وكرههم لأبائهم ولجوء معظمهم إلى الهروب من البيت أو العيش بعيدًا عن أهلهم أو الانتحار أحيانًا.


- حقوق الأبناء على الآباء:

تبدأ عناية الآباء لأبنائهم قبل الزواج أيضًا وليس بعد إنجابهم فقط في اختيارهم لأزواج وزوجات صالحين واختيار الأسماء المناسبة لأبنائهم والتي تتناسب مع عصرهم لما لذلك من أهمية في حياتهم وعلاقتهم مع الآخرين فإذا كان الطفل متقبّلًا لاسمه سينعكس ذلك على سهولة تكيفه في المجتمع، وتقبله لذاته، وثقته في نفسه، وتوفير مسكن مناسب لهم، ومحاولة تحسين أوضاعهم المادية، ورفع مستوى معيشتهم قبل الزواج، ويجب على الآباء أيضًا الاهتمام بتربية الأبناء ورعايتهم وحسن صحبتهم والتعامل معهم برفق ولين، واحترامهم وإعطائهم حقوقهم منذ صغرهم، وعدم التفرقة بين الكبير والصغير، والعمل على تعليم أبنائهم وتثقيفهم.


ومن ثم فإن على الآباء أن يحرصوا على بر أبنائهم إن أرادوا أن يبَّرهم أبناؤهم، فلا يتوقع بر من أبناء تُركوا بلا تربية أو توجيه.

أحدث أقدم