خط الصعيد |
رغم
الكوميديا التي حاولت أن تضفيها بعض الأعمال السينمائية على قصة خط الصعيد من خلال
تناول عادل إمام فى فيلمه الشهير احترس من الخط وفيلم مستر آند ميسز عويس لحمادة
هلال حيث تم تجسيد الشخصية بشكل ساخر يجعلك تضحك عليها رغم أنها تحكى عن قاتل
محترف ولكن الحقيقة كانت أقسى وأشد من هذا التناول.
فقد
كانت قصة خط الصعيد على مر العصور سبب في رعب الكثيرون وتشريد آخرين ومقتل أبرياء
لم يكن لهم ذنب ومن أكثر الأعمال الدرامية التي تناولتها بشكل حقيقي كان فيلم
الجزيرة للنجم احمد السقا الذي رصد أحد مجرمي الصعيد الذين أطلق عليهم هذا اللقب.
وقد
عادت كل هذه التفاصيل إلى الاذهان بعد تداول خبر عن وفاة آخر خط للصعيد إثر إصابته
بأزمة قلبية دخل بعدها إلى العناية المركزة، وتم دفنه بمقابر العائلة بناحية قرية
القرامطة في سوهاج مسقط رأسه، ومن خلال التقرير التالي سنتعرف أكثر على القصة
الكاملة لهذه الاسطورة التي بدأت منذ اربعينيات القرن الماضي وتوالت الشخصيات التي
تحمل نفس الاسم طالما أنها تتبع نفس اسلوب الجريمة.
أخر خط للصعيد
شعيب
علم الدين الذي توفى مؤخرا والذي تعددت الحكايات والأساطير حول الجرائم التي
ارتكبها، حيث ذاع صيته في الثمانينات من القرن الماضي، واستمرت حكايته وأساطيره ما
بين قتل وتهديد وفرض سطوة وإتاوات ومقاومة حيث كان قد ذاع صيته في عالم الجريمة
واشتهر بتجارة السلاح والمخدرات وممارسة العنف والبلطجة وأعمال الاجرام حتى تمكنت
اجهزة الامن انهاء اسطورته عام 1985 واقناعه بتسليم نفسه بعد تدخل اعضاء مجلس
النواب آنذاك بالمحافظة.
الحكم عليه بالسجن نظير جرائمه
واجريت
محاكمته وتم الحكم عليه بالسجن اشغال شاقة 20 عاما وبعد خروجه من السجن قرر التوبة
وتزوج وأنجب طفلا يدعى محمد، وعاش بين أهل قريته، واختفت أخباره، ولم يتبق من الخط
إلا نظراته الحادة، حيث كان يعيش في قرية "القرامطة" مع زوجته وابنه
الوحيد وفى شهر ديسمبر 2010 أعلنت الشرطة في بيان لها، أنها ألقت القبض على "شعيب"
بتهمة حيازة بندقية آلية وكمية من الطلقات، وبعدها عادت أخباره للظهور من جديد،
وعمل خفيرا بأحد الشوادر حتى توفى.
أول خط للصعيد وسبب إطلاق هذا اللقب
أول من
تم إطلاق اللقب عليه هو محمد منصور، الذي اتخذ من الجبال ملجأ له للاختباء عن أعين
الشرطة، وتشير الروايات إلى أن سبب التسمية بـ “الخط" جاء نتيجة تحريف لقب
عائلته من سر الختمة الذي أطلق على جده نسبة لحفظه القرآن الكريم ثم إلى الختمة
والختم والخت وأخيرا" الخُط"، وبعد مقتل منصور، أصبح هذا اللقب متلاصقًا
لأي عنصر شديد الخطورة والكثير من أباطرة الإجرام في الصعيد.
وقد
تمكنت الأجهزة الأمنية في 1947 من القضاء عليه بعد تصفيته، بعد أن قام بخطف شخص،
وبعد تبادل النيران مع الشرطة، استقر في جسده 21 طلقة، أودت بحياته، لتنتهي مسيرة
خط الصعيد، بعد سنوات من الإجرام.
قرى ارتبطت بالجريمة
وأنجبت
البؤر الإجرامية في الصعيد، العديد من العناصر الإجرامية شديدة الخطورة، والتي
تمثلت في قرى حمرة دوم وأبو حزام بنجع حمادي، والسمطا في دشنا، والحميدات بقنا،
وأسمنت بنقادة، ودرنكة والدخيلة بأسيوط، والقرامطة في سوهاج وكان في السجل
الإجرامي لهؤلاء المجرمين الذين خرجوا من هذه القرى ، العديد من القضايا المتعلقة
بالقتل والنهب والسرقة وفرض الإتاوات، وكان هؤلاء المجرمون، أبطالًا للجرائم، التي
أودت بحياة العديد من المواطنين، وأيضًا رجال الشرطة الذين ضحوا بحياتهم من أجل
القضاء على هؤلاء من العناصر الإجرامية الخطرة.
مجرمون أطلقوا عليهم الاسم الأسطوري
كثير
من المجرمين، أطلق عليهم خط الصعيد في السنوات الماضية، من أشهرهم عزت حنفي،
والحمبولي، ونور حجازي، ونشأت عيضة، وتكية، وغيرهم، والذين قامت الدولة بالقضاء عليهم،
بعد تصفيتهم في مطاردات أمنية كبيرة
حنفي وتجسيد أسطورة إجرامية حية
عزت
حنفي، أحد أباطرة الإجرام في الصعيد في الآونة الأخيرة، والذي جسد فيلم الجزيرة،
قصته الإجرامية التي كانت ممتلئة بجرائم القتل والمخدرات والأسلحة، حتى تم ضبطه وإعدامه
انتشر لقب خط الصعيد بشكل كبير، خاصة بعد أن أسس عزت حنفي إمبراطورية الإجرام في
الدخيلة بأسيوط، خلال القرن الماضي، ثم تلاه أباطرة للإجرام في قنا وأسوان وسوهاج
والأقصر.
تكية و300 سنة سجن
تكية
وهو من أشد المجرمين خطورة، والهارب من 300 سنة سجن، والذي كان من قطاع الطرق
الذين يستوقفون المارة عنوة، ويسلبون منهم كل ما يمتلكون، ويسرق السيارات، وينصرف،
ثم يتصل لمساومة أصحاب السيارات للحصول على مبلغ مالي نظير إعادتها لهم وهو من
قرية القرامطة في سوهاج، والتي شهدت تصفيته بشكل دموي.
4 وش إجرام
ومن
المجرمين الذين أطلقوا على أنفسهم خط الصعيد أيضًا، كان من بينهم هشام عيضة، نجل
شقيق نشأت عيضة، وحارس عبد الغني، والاثنان من خريجي قرية حمرة الدوم، فضلًا عن
فرج أبو السعود، الهارب من 450 سنة سجن، وشمندي زعيم عصابة ترويع المواطنين في
نقادة.