بعد نيل الاستقلال من القوى المستعمرة، ودرء ظلاميات الجهل والأمية، خاضت المرأة في المجتمع العربي صراعات لفرض مكانتها في التعليم، وبعده في سوق العمل، وتعالت تطلعاتها في العصر الحديث، لتؤمن منذ عمر مبكر باستقلاليتها وذاتها المهنية، فراحت تنمي مواهبها وتبرزها، معتمدة على محيطها الاجتماعي والإعلامي عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ولأنها
ركزت على بناء نفسها، ظفرت بأغلب مناصب العمل، بمقابل تناقص حظوظ شريكها الاجتماعي
"الرجل" في ذلك.
كيف ينظر الرجل إلى الزواج من المرأة العاملة المستقلة؟
1- ضرورة اجتماعية:
بسبب
غلاء المعيشة وتناقص القدرة الشرائية، تسمح شريحة معتبرة من الرجال في المجتمع
العربي بعمل الزوجة، سواء كانت عاملة قبل الزواج أو توظفت بعده، مع تقسيم الأعباء والمسؤوليات
في المصاريف الأسرية والتربية، بكل عدل وثقة ما يقوي الرابطة بينهما في دائرة احترام،
وهنا يزول تعب المرأة المضاعف بمجرد رؤيتها لتقدير زوجها وشغله لمكانته الطبيعية
كرجل.
2- صفقة تجارية (العبودية
العصرية)
يرى
بعض الرجال أن المرأة العاملة صفقة تجارية تريحه من التعب، فيتصيد الأغنى منهن ويدرس
ملف أسرتها جيدا، ثم يتزوجها لتكون مصدر للأموال ومتحملة لجميع المسؤوليات، يتخلى
عنها في أي ظرف ويهددها في حالة أي نقصان، يتخلى عنها في وجود أول بديل.
وهذه
الحالات تعج بها المحاكم سنويا. في حالة لم تكمل مسيرتها في العيش كأمة عليها
واجبات دون أي حق مادي أو معنوي.
3- الرجل الرافض للزواج من المرأة العاملة:
هناك نوع ثالث من الرجال، رافض لفكرة عمل المرأة رفضا قاطعا وهو في ذلك ابن منهجين:
المنهج الأول: من باب العرف والتشدد في الدين، وهو رجل مسؤول ويبذل كل ما بوسعه لكفاية أسرته ماديا وتحميلها مسؤولية تربية الأطفال، وهو يرى في خروج زوجته خطورة وضياع للتكاثف الأسري، أي من باب الحرص والغيرة.
المنهج الثاني: شخص منافق يقيم علاقات أخرى خارج الزواج وتبقى زوجته تحت طي البيت، لا ترى غير وجهه الذي يظهره ويزينه متنكرا برداء النخوة، مانعا عنها أبسط حقوقها وغير قادر على كفاية أسرته من أي منحى.
في كلتا الحالتين سلب المرأة حقها في امتهان مهنة تسترزق منها، يعرضها وأبنائها للضياع متى ما ثم الانفصال، أو غادر هو الحياة.
ولهذا الغرض على المرأة دراسة عقلية الرجل، وخلفياته جيدا قبل الانخراط لتأسيس أسرة معه، ووضع بنود عريضة وأفاق تشدد عليها منذ البداية.