بتنا نعيش اليوم في عالم تتزايد فيه الكوارث الطبيعية وتتخذ طابعا أعنف مما عرفناه في السابق، فهل سنتمكن في المستقبل من إدارة مناخ الأرض وتعديله للأفضل؟
وهل سنمتلك يوما تقنيات علمية متطورة قادرة على التحكم في الطبيعة من حولنا؟، وماذا يمكن أن يحدث لو استخدمت هذه التقنيات في حروب مستقبلية؟
حسنا يبدو أن المستقبل الذي نحكي عنه أصبح واقع الآن، ففي تقرير صدر عن سلاح الجو الأمريكي تم ذكر هذه الجمل المثيرة للشك والريبة، "المناخ هو القوة المضاعفة"، "امتلاك الطقس في 2025".
من منا لم ينظر الى السماء ويلاحظ تلك الخطوط البيضاء الطويلة التي تملأ السماء في أحيان عدة وكنا نسأل من هم أكبر منا فيقولوا لنا أنها مجرد خطوط بيضاء تخلفها الطائرات النفاثة.
لكن مع كثرة هذه الخطوط وانتشارها في أماكن متعددة واتخاذها لأشكال اخرى مثل الدوائر والشبكات في بعض الأماكن قرر بعض الباحثين أخذ عينه من الهواء والقيام بتحليلها.
أظهرت التحاليل أن الهواء يحتوي على مواد كيماوية وعناصر ثقيلة، وأكد "كليفورد كارنيكوم" رئيس مؤسسة غير ربحية أن الهواء بعد ظهور هذه الخطوط البيضاء يتكون من المعادن الثقيلة مثل الألومنيوم والباريوم وأملاح مثل المغنيسيوم والكالسيوم وعناصر التيتانيوم.
كما أن البحث الذي قام به "لوجينا ماركيز" -وهو مؤلف ملف عن رش المواد الكيماوية ونشر في "مجلة إكس تايم البحثية" أكد من خلاله دراسة "كارنيكوم" مشيرا إلى وجود صلة بين المواد الكيماوية الجوية وآثار الباريوم والألومنيوم في الزراعة العضوية.
ومن
هنا أطلق الباحثون على هذه الظاهرة اسم "الكيمتريل" "chemtrail" ويتألف الاسم من
مقطعين هما"chem" أي مواد كيماوية و"trail" أي الأثر، وهي اختصار لـ chemical trail"".
ما هو الكيمتريل ومتى بدأ استخدامه؟
يعد غاز "الكيمتريل" أحدث أسلحة الدمار الشامل وهو يعد الجيل الرابع منها بعد الأسلحة البيولوجية والكيميائية والنووية، وكان أول ظهور له عام 1996، وهو عبارة عن سحب صناعية تطلق بواسطة الطائرات النفاثة.
وهو غاز يستطيع التحكم بمناخ العالم يحول الصيف إلى شتاء والعكس، يقف في كواليس الحرائق والتغير المناخي العالمي وربما يكون أخطر من ذلك بكثير.
يتركز عمل "الكيمتريل" على تشكيل سحب كيميائية صناعية تتكون من عنصرين أساسيين أول أكسيد الباريوم وأوكسيد الألومنيوم مخلوطين ببعض الزيوت والمواد الكيميائية الأخرى التي تطلقها طائرات النفاثة فوق الأماكن المستهدفة على شكل شريط أبيض طويل جدا.
يتموضع داخل طبقة الستراتوسفير المعروفة بأن الهواء بها ساكن ومع هبوط المركب إلى الطبقات الأدنى من السماء يتحد أكسيد الباريوم مع ثاني أكسي الكربون مشكلا سحابة ذات وزن ثقيل يعجز الهواء عن حملها فتسقط على شكل أمطار غزيرة.
وقد تؤدي هذه العملية إلى حدوث الأعاصير إذ يتسبب انخفاض درجات الحرارة إلى منع أشعة الشمس إلى الوصول للأرض وقد تنخفض الحرارة إلى سبع درجات مئوية تزامننا مع إطلاق هذا الغاز.
نجحت واشنطن عام 2000 في انتزاع موافقة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية على قيامها بمهمة استخدام تقنية غاز "الكيمتريل" لحل مشكلة الاحتباس الحراري دون التطرق لأية آثار جانبية لهذا الغاز على صحة الإنسان والمخاوف التي أبداها العلماء تجاه ذلك، وأعلنت حينها عزمها على تمويل المشروع بالكامل علميا وتطبيقيا مع وضع الطائرات النفاثة المدنية في جميع أنحاء العالم في خدمة المشروع.
ولكن فيما بعد
تزايدت الشكوك حول الغرض من استخدامه لإحداث الكوارث بالدول والأماكن غير المرغوب
بسياستها.
آخر الاستخدامات السلمية لغاز الكيمتريل
كانت آخر الاستخدامات السلمية الروسية لهذا الغاز ما حدث في الاحتفال بمناسبة مرور 60 عاما على هزيمة ألمانيا النازية وانتهاء الحرب العالمية الثانية، وذلك في مايو 2005 باستخدام وزارة الدفاع الروسية للطائرات في رش الغاز في سماء موسكو وخصوصا الميدان الأحمر لتشتيت السحب، وإجراء مراسم الاحتفالات في جو مشمس.
وكان ضيف الشرف في هذا الاحتفال هو الرئيس الأمريكي السابق "جورج بوش الابن" وهي رسالة موجهة له ليفهم منها دقة التحكم في الطقس بتقنية الكيمتريل على مستوى مدينة واحدة وهي موسكو.
وقبل التجربة الروسية السابقة، قام السوفييت بإسقاط الأمطار الصناعية "استمطار السحب" وذلك برش الطبقات الحاملة للسحب بالغاز.
وقد
استفادت الصين من هذا الغاز خلال الفترة ما بين 1995 و2003 واستمطرت السحب فوق 3
ملايين كيلو متر مربع وحصلت على 210 مليارات متر مكعب من الماء حيث حققت مكاسب
اقتصادية من استزراع تلك المناطق التي كانت جافة قدرت ب 1,4 مليار دولار وكانت
التكلفة حوالي 265 مليون دولار فقط.
الجانب المظلم لـ غاز الكيمتريل
"للكيمتريل" له تأثيرات خطيرة على صحة الإنسان، فهو يمكن أن يسبب مشاكل في التنفس، ويمكن في بعض الأحيان أن يسبب مرض الزهايمر بسبب كونه يحتوي على الألومنيوم، ويسبب أيضا التهابات حادة في الحلق والجيوب الأنفية التي تسبب الصداع وتورم في الغدد اللمفاوية ونوبات السعال وضيق في التنفس وفشل عام في الجهاز التنفسي، كما يلحق ضررا بالكبد ويسبب تهيج شديد في الرئة.
في حرب الخليج أصيب الجنود الأمريكيون بما أطلق عليه اسم "مرض الخليج"، وكان الجنود الأمريكان قد طعموا باللقاح الواقي من الميكروب الذي ينتشر مع "الكيمتريل" قبل الذهاب إلى الحرب.
ورغم
ذلك فقد عاد 47% منهم مصابين بالميكروب، وأبلغ عشرات الآلاف من الجنود الذين
شاركوا في حرب الخليج الثانية عن إصابتهم باعتلالات صحية ألزمتهم الفراش وأشعرتهم
بالوهن بعد أن كانوا في السابق في أوج لياقتهم.
اعترافات مثيرة
هناك اعترافات من داخل أمريكا وخارجها تؤكد صحة ما سبق، والبداية في هذا الصدد كانت من محاضرة ألقاها الكولونيل "تامزي هاوس" أحد جنرالات الجيش الأمريكي ونشرت على شبكة معلومات القوات الجوية الأمريكية، وكشف فيها أن الولايات المتحدة سوف تكون قادرة على التحكم في الطقس عام 2025 في أي منطقة في العالم.
وأكد أن ذلك سوف يحدث عن طريق تكنولوجيا عسكرية غير نووية يتم إطلاقها من خزانات ملحقة بالطائرات النفاثة، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تسعى لاستخدام تقنية الكيمتريل كجزء من أدواتها الرئيسية للحروب في المستقبل.
كما تضمنت المحاضرة إشارة إلى توصية من البنتاجون تشير إلى استخدام سلاح الجو الأمريكي أسلحة التحكم في الطقس لإطلاق الكوارث الطبيعية الاصطناعية من الأعاصير والفيضانات أو الجفاف المؤدي للمجاعات.
وأكد البنتاجون على ضرورة بدء نشاط إعلامي موجه لتجهيز المواطن الأمريكي لقبول مثل هذه الاختراعات من أجل طقس مناسب لحياة أفضل ثم إقناعه بعد ذلك باستخدام هذه الاسلحة لحمايته من الارهاب.
خلاصة القول إنه في ظل الهوس الأمريكي في السيطرة على الكون، فإن العالم مهدد مستقبلا بحروب تدميرية ولكن هذه المرة ليست من خلال الغزو والاحتلال الاستعماري التقليدي، وإنما من خلال حروب غامضة ستظهر على أنها كوارث طبيعية.
العالم يدخل في سنواته الاخيرة، والصراع بين القوى الخفية والمنظورة وصل مداه، والأيام القادمة محملة بكل جديد.