ما زال للحديث بقية!! "حديث الصباح والمساء"

 



تنوعت الاعمال الكتابية ما بين ثقافية، اجتماعية، تربوية، ترفيهية، أدبية، ورومانسية، ولكن نادرًا أن تجد رواية واحده عبارة عن نسيج متلاحم من كل ذلك. 

كما أنها ذات طابع درامي تجعل القارئ لا يعرف للملل طريق، بل يغوص في أحداثها غير قادر على فصل ذاته عنها، وهي الرواية الشهيرة لأديب نوبل "نجيب محفوظ" التي تحولت إلى مسلسل إنها "حديث الصباح والمساء".

 

نبذة عن ملامح الرواية

تعتبر رواية حديث الصباح والمساء من أهم الأعمال الأدبية التي تصب تركيزها على الحياة الاجتماعية في مصر كعادة روايات نجيب محفوظ، وتميزت الرواية بالسلاسة التي جعلتها تنتشر بين كبار المثقفين وكذلك العوام على حد سواء.

ومن جدير الذكر ان الرواية كانت الأكثر مبيعاً عندما صدرت في عام 1987 م.

 


الإبداع في التحول من الأكثر مبيعاً إلى الأكثر مشاهدة

نجح السيناريست "محسن زايد " في تسريب الرواية إلى قلوب الجميع وذلك من خلال نسق درامي متكامل، مع الحفاظ على الفكرة الرئيسية للرواية وهو التأكيد على حقيقة الموت (وأن كل صرخة ولادة مهما طال بها العمر لابد وأن تنتهي بشهقة موت).

تدور أحداث الرواية حول ثلاث شخصيات رئيسية وهم: عطا المراكيبى، يزيد المصري، الشيخ القليوبي، ويندرج منهم عدد غير هين من الشخصيات في تتابع يتسم بالبساطة والتسلسل والترابط الفكري يجعل من تخبطنا في كثرة الشخصيات سبيل للاندماج معهم منذ الصباح حتى المساء،  نهاية بـ (النقشبندي) أخر احفاد يزيد المصري، والذى تروى الرواية من خلاله.

وخلال الرواية وهذا ما جسده العمل التلفزيوني تم عرض أحداث مصر السياسية والاجتماعية بأثارة وعبقرية بعيداً عن أي تحيز لأي فكره أو معتقد معين، ليجعل الفرد قارئاً ومشاهداً لا يصل له سوا الاستمتاع والتعايش مع الأحداث كأنه فرد منها.

 

ليبقى الأثر

نحتاج في عصرنا هذا أن تملى علينا هذه الرواية ولكن بشكل تربوي أكثر فاعلية أي من خلال تدريسها إلى الطلاب، وغرز القيم والمبادئ الأساسية والأخلاق العامة التي نفتقدها الآن، وبالإضافة إلى ذلك معرفة تاريخ مصر من خلال أحداثها الشيقة وأي مرحلة من المراحل التعلمية المناسبة لتلقى رواية متشعبة ومتشابكة الاحداث كهذه.

حديث الصباح والمساء سواء رواية أو مسلسل تلفزيوني عمل ترك بصمة ندرك أثرها في نفوسنا، بشخصياته المتضاربة والتي حفظت عن ظهر قلب، عمل كل فرد منا عثر على نفسه او على قصة تشبهه وذلك لارتباطه الوثيق بالواقع، عمل يستحق الإشادة به حتى تتفانى الأعمار وتتسلمها الأجيال.

أحدث أقدم