عشان تروحها في "الويك إند".. اعرف أكتر عن مجموعة زوسر الجنائزية

 

هرم الملك زوسر

مجموعة زوسر الجنائزية عبارة عن الهرم المدرج الشهير للملك زوسر أول ملوك الأسرة الثالثة في الدولة القديمة، والذي قام باختيار تلك المنطقة في سقارة لبناء مجموعته الجنائزية التي تشمل هرم ومعبد للوادي ومعبد جنائزي، بالإضافة إلى ساحة كبيرة كانت مخصصة للاحتفالات، كل تلك المحتويات تحيطها سور كبير واجهته عبارة عن أربعة عشر بوابة.

هرم الملك زوسر

الملك زوسر

الملك زوسر هو الاسم الشهير الذي يعرف به أول ملك حكم الأسرة الثالثة من الدولة المصرية القديمة، لكن اسمه الحقيقي "چِسِر" وهي كلمة مصرية قديمة تعني القوة وتأتي في اللغة العربية من كلمة الجسارة، والتي نستخدمها في لغتنا العربية حتى الآن.

 

مكونات المجموعة الجنائزية

تعالوا نتعرف سويًا على مكونات المجموعة الجنائزية التي سوف تجدونها في هرم زوسر.

 

1- سور المجموعة الهرمية

تتكون مجموعة زوسر الجنائزية من سور كبير معظمه متهدم الآن، أبرزه سور الواجهة الرئيسية، والذي تستطيع الدخول منه إلى الهرم، ويتكون من أربعة عشر بوابة، منهم ثلاثة عشر بوابة وهمية، حيث يمكنك رؤية رسوم غائرة في السور على هيئة بوابات، ولكن الباب الحقيقي الوحيد هو الباب الرابع عشر، والذي يقع في وسط السور، والذي يؤدي إلى ما يسمى بمعبد الوادي.

 

2- معبد الوادي

بمجرد دخولك من الباب الذي يتوسط سور المجموعة الجنائزية تجد نفسك داخل ما يسمي بمعبد الوادي، وهو المعبد الذي كانت تقام فيه الطقوس الجنائزية للمتوفي، حيث يتم فيه عملية التحنيط وجميع الطقوس المصاحبة للجنازة الملكية، والمعبد يحتوي على العديد من الأعمدة على الجانبين، في آخرها تصل إلى ساحة الاحتفالات.

 

معبد الوادي

3- ساحة الاحتفالات

سميت تلك الساحة بهذا الاسم، نظرا لأنها يقام فيها احتفال شهير جدًا لدى قدماء المصريين ظلوا يحتفلون به إلى أواخر عصر الأسرات، وهو احتفال يطلق عليه اسم "الحب سد" ويقام كل ثلاثين عامًا، وذلك بعد مرور ثلاثين عام على حكم الملك، حتى يثبت للشعب أنه مازال قويا وقادرًا على ممارسة الحكم والسلطة.

ويقوم الملك في هذا الاحتفال بتأدية طقس الحب سد، حيث يقوم بالجري حول مبنيين على شكل حرف "دي" بالإنجليزية، ويدور حولها حتى يثبت أنه في كامل صحته.

كما يقوم بمصارعة أحد الثيران، ولابد أن ينتصر عليه في النهاية، ويقوم بالاستيلاء على ذيله، ويقوم بقطعه ثم يقوم بتعليقه في حزامه من الخلف، ليثبت للجميع قوته.

ويقال إن هذا الاحتفال هو ما ذكر في القرآن باسم "يوم الزينة"، والذي تم جمع السحرة فيه ليشاهدهم الناس أثناء الاحتفال.

 

ساحة الاحتفالات

4- الهرم المدرج

تحتوي أيضا ساحة الاحتفالات على الهرم المدرج، والذي يعتبر معجزة تلك الفترة، حيث يعتبر أول هرم بالشكل المعروف بني في العالم أجمع، ويشمل ست درجات فوق بعضها البعض تبدأ من الأسفل بأكبر الدرجات حجمًا، حتى نصل إلى أصغر الدرجات حجمًا وهي الدرجة العليا.

 

5- الهرم من الداخل

عند دخولك هرم زوسر المدرج ستدرك فورًا أنك داخل أحد هرم فريد من نوعه، لم يتكرر، حيث إنه يشبه المعبد من الداخل، فهو عبارة عن مجموعة من الأعمدة في ممر طويل تقودك في النهاية إلى نافذة يمكنك من خلالها رؤية السقف الهرمي، المدعوم ببعض القطع الخشبية.

كما يمكنك أن تشاهد إذا نظرت للأسفل غرفة الدفن، على مسافة كبيرة جدا، وكأنك تقف في شرفة تطل على الشارع من مسافة أربعة أدوار، كما يوجد مدخل آخر الهرم يؤدي إلى العديد من الغرف والتي تزيد عن مئة غرفة.

 

الهرم من الداخل

6- الفناء

أما بالنسبة للفناء والذي يحتوي على الهرم وساحة الاحتفالات، وبالتحديد من الجانب الشمالي للهرم، حيث يوجد المدخل الشمالي للهرم، فتجد ما يسمي بحجرة التمثال وبها تمثال بالحجم الطبيعي للملك زوسر، يمكنك رؤيته من خلال نافذة صغيرة وسط سور الغرفة، وتغطي مساحة الفناء الهرمي ما يعادل حوالي أكثر من ٥٠٠ متر مربع.

 

7- المهندس إيمحوتب

كان صاحب فكرة بناء هذا الهرم بالصورة التي وصلت إلينا هو المهندس إيمحوتب والذي تم تقديسه في العصور التالية بسبب المعجزة التي قام ببنائها، وبسبب التكوين الهندسي الذي قام بتصميمه، من الداخل والخارج.

حيث اعتاد المصري القديم قبل هذا الهرم، على الدفن فيما يسمى بالمصطبة، وهي عبارة عن قطعة حجرية مستطيلة الشكل، تقع تحتها غرفة الدفن.

ثم قام إيمحوتب بتطوير هذه الفكرة إلى هذا الشكل الهرمي، والذي يساعد المتوفي في الوصول إلى العالم الآخر، حيث إن الشكل الهرمي، في العقيدة المصرية القديمة يسمي "البن بن" وهي كلمة تعني الأبدية.

ويمكنك زيارة المتحف الخاص به في نفس المنطقة، والذي يحتوي على أهم الآثار التي تم اكتشافاتها في سقارة.

 

زيارة منطقة سقارة

عند زيارتك لمنطقة سقارة، ستكتشف المزيد من الأماكن الأثرية التي يمكنك مشاهدتها، فهناك بخلاف المجموعة الجنائزية للملك زوسر، العديد من الأهرامات الأخرى، أهمها هرم الملك ونيس والملك تتي، والعديد من المقابر أبرزها مقبرة الأخوين مريروكا.

كما تحتوي أيضا على تماثيل مهشمة الرؤوس لفلاسفة اليونان والرومان، والتي تقع بالقرب من منطقة السيرابيوم والتي كانت عبارة عن مجموعة من الجبانات الأثرية لعجل أبيس والذي تمت عبادته في هذه الفترة، والعثور على عدة توابيت حجرية له، كما تم العثور له أيضا على مومياء محنطة.