الكتاب علاج نفسي |
كتبت
- سلمى نصر الدين
حين
بدأت جائحة كورونا في الانتشار وما تبعها من إغلاق وحجر صحي، انتابني وقتها شعور
بالقلق من المستقبل وبالخوف على أفراد أسرتي ودارات في رأسي أفكار تشاؤمية إن
استسلمت لها سئت حالتي النفسية، كان ملجأي للهرب من تلك الأفكار في القراءة، ومع
اتجاه الكلية للدراسة عن بعد امتلكت وقت فراغ طويل وساعات اقضيها وحدي في المنزل،
فاستمرت القراءة منقذي الأول من أي أفكار سيئة، وحتى الان بعدما مرت ٦ أشهر على
تخرجي من الجامعة والجلوس دون عمل، زاد انهماكي في القراءة بل وارتفع عدد الكتب
التي اقرأها.
على
مدار العامين لم أدرك أن القراءة كانت وسيلة للهرب من الواقع ومحاولة للتعافي من
تلك الفترة التي تركت مجموعة من الندوب النفسية، حتى قرأت مقال تتحدث فيه الكاتبة
عن تجربتها في العلاج بالقراءة، وكيف أنها لجأت لمعالجة نفسية حتى تتعلم كيف
تتعامل مع مشاعر الفقد، فأعطتها المعالجة مجموعة من الكتب وروايات التي توضح كيف
تعامل أبطالها مع تلك المشاعر، فتكونت عند كاتبة المقال خبرات تساعدها على تجاوز
الفقد دون ضرر نفسي كبير.
دفعني
المقال للبحث أكثر عن التعافي بالقراءة ومدى حقيقته، والعلاج عن طريق القراءة هو
نهج علاجي يستخدم الأدب لدعم الصحة العقلية، وهو خيار علاجي متعدد الاستخدامات
وفعال وغير مكلف، وغالبا ما يتم تكييفه أو استخدامه لتكملة أنواع علاجات أخرى،
واستخدام الأدب في التعافي يعود للحضارة اليونانية حين كانت المكتبات تعرف على
أنها أماكن مقدسة لها قوة علاجية، وفي أوائل القرن ١٩ بدأ الأطباء أمثال بنيامين
راش و منيسون جالت في استخدام العلاج بالقراءة كأسلوب تدخل في إعادة التأهيل وعلاج
مشاكل الصحة النفسية، ففي خلال الحربين العالميتين استخدمت هذه الطريقة لمساعدة
الجنود العائدين في التعامل مع التداعيات الجسدية والعاطفية.
على
الرغم من قدم الحديث عن التعافي بالقراءة، إلا أن أول تعريف له كان في مقال
لصمائويل كاروثرز عام ١٩١٦داخل مجلة "The Atlantic monthly" على أنه "العلاج بالكتب
لأولئك الذين يتلقون رعاية طبية عن حالتهم"، وعرفه قاموس دورنالد الطبي عام
١٩٤١ "هو طريقة من طرق العلاج النفسي".
ويعتقد
أن مؤيدو هذا النهج أن قراءة مقالات محددة من الأدبيات والتحدث عنها مع معالج أو
خلال جلسة علاج نفسي تساعد المرضى على فهم وجهات نظر غير وجهات نظرهم، أو فهم
الماضي الصعب أو الأعراض المزعجة، وتجربة مشاعر الأمل والرضا والتعاطف، ويظنوا أن
القراءة تعمل على تحسين احترام الذات والوعي الذاتي والمشاعر الخاصة بالكفاءة، لكن
عند إجراء العلاج عند معالج نفسي نادرا ما يستخدم هذا النهج كطريقة علاج أولية أو
وحيدة، فغالبا يميل لاقترانه مع مناهج أخرى مثل العلاج السلوكي المعرفي، أو العلاج
الديناميكي.