 |
| الأدرينوكروم |
كتبت - ميادة عبد الناصر
من وقت لآخر نسمع بعض المصطلحات الغريبة التي لم نكن نفهم معناها أو نعلم بوجودها وهو ما يطرح تساؤلات كبيرة في الأذهان حول معناها والغرض منها خاصة لو تعلق الأمر بالصحة والطفولة في الوقت نفسه وفى أحدث المفاهيم التي طرأت على العالم انتشر مصطلح "الأدرينوكروم"، ومع الوهلة الأولى فإنك لا تستطيع إدراك المعنى الفعلي للكلمة ولكنها تنطوي على الكثير من المعاني فهي تعنى للبعض اكسير الحياة وتجديد الشباب وآخرون يرونها تدفع للجريمة وتساعد على خطف الأطفال للحصول على دمائهم التي يعتبرونها المصدر الأساسي لهذه المادة حسب الروايات المتداولة عنها وقسم أخير يرى أنه مجرد عقار طبى مستخلص من الأدرينالين وكل ما يثار حوله مجرد شائعات وخرافات ليس لها أساس من الصحة ولهذا سنصطحبك لمعرفة كل شيء حوله لتكون رؤية شامله عن كل ما يخص هذا الموضوع.
ما هو الأدرينوكروم
ومن الناحية العلمية وبحسب موقع medicalnewstoday هي مادة كيميائية يتم إنتاجها في جسم الإنسان عندما يتأكسد الأدرينالين ويتم تصنيعها في المختبرات، وتُستخرج عن طريق أكسدة مادة الأدرينالين.
فهذه المادة تقع في عمق الدماغ، بداخل غدة سميت بالصنوبرية، والتي سميت بهذا الاسم لأنها تأخذ شكل الصنوبر داخل الدماغ وتعتبر هي المسئولة عن إفراز الميلاتونين الذي يلعب دورًا في الساعة البيولوجية للجسم وكانت الغدة الصنوبرية واحدة من آخر أعضاء في الدماغ التي تم اكتشافها وكانت موضوع الكثير من الأساطير والقصص الخيالية فقال عنها الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت فى القرن السابع عشر أن الروح موجودة في الغدة الصنوبرية.
وتقع الغدة في الدماغ بين نصفي المخ الأيمن والأيسر، حيث يتكون المخ من نصفين متصلين بالألياف وتحتوي الغدة بشكل رئيسي على الخلايا التي تنتج هرمون الميلاتونين والخلايا، وهو نوع معين من خلايا الدماغ التي تدعم الخلايا العصبية وهي الخلايا التي تنقل المعلومات إلى خلايا أخرى.
وهذه الغدة هي مفتاح الساعة الداخلية للجسم لأنها تنظم إيقاعات الجسم اليومية، بما في ذلك الإشارات التي تجعل الشخص يشعر بالتعب والنوم والاستيقاظ والشعور باليقظة في نفس الوقت تقريبًا كل يوم.
والميلاتونين يتم إنتاجه وفقًا لمقدار الضوء الذي يتعرض له الشخص وتطلق الغدة الصنوبرية كميات أكبر من الميلاتونين عندما يحل الظلام، مما يشير إلى دور الميلاتونين في النوم.
والانخفاض في الغدة الصنوبرية يعمل مع التقدم في السن وهو ما يؤثر على التمثيل الغذائي للعظام، حيث تشير الأبحاث إلى أن التغييرات في وظيفة الغدة الصنوبرية قد تؤثر على ضعف العظام، فالنساء بعد انقطاع الطمث أكثر عرضة بشكل كبير لمرض هشاشة العظام عن الرجال حيث تميل وظيفة الغدة إلى الانخفاض.
وقالت لوران كاريلا، وهي عالمة نفس وأخصائيّة في علوم الإدمان في مستشفى بول بروس الفرنسي، إن الأدرينوكروم هو أحد مشتقات الأدرينالين وبالتالي من الممكن أن تكون له آثار كالأدرينالين كالخفقان السريع للقلب والتعرّق ولكن لم يحدث أن أصيبت حالات بالإدمان والتسمم بالأدرينوكروم.
كما أفادت عدة دراسات صغيرة (شملت 15 عينة أو أقل من الخاضعين للاختبار) أجريت في الخمسينات والستينات من القرن العشرين أن الأدرينوكروم أثار ردود فعل ذهانية مثل اضطراب الفكر، والأثارة، والنشوة.
كما زعم الباحثان أبرام هوفر وهمفري أوزموند أن الأدرينوكروم هو مادة سمية عصبية، ويمكن أن تلعب دوراً في الفصام والأمراض العقلية الأخرى وهو ما وصفوه "فرضية الأدرينوكروم" حيث تكهنوا بأن جرعات كبيرة منه يمكن أن تعالج الفصام ولكن لم يتم قبول هذه الفرضيات علميًا أبدًا.
ويمكن أيضا أن تستهلك لإعطاء شخص ما "جرعة عالية من الأدرينالين".
أساطير حول الأدرينوكروم
ونظرا لأهمية الأدرينوكروم الكبيرة فقد ظهرت حوله الكثير من الأساطير التي نسجها البشر من وحي خيالهم وذلك ما حدث مع رواية "لاس فيجاس بارانو" للكاتب الأميركي هانتر تومسون التي تأتي في أحد فصولها على ذكر أن مصدر الأدرينوكروم الوحيد "هو غدد البشر الأحياء"، واستغلال أحد عبدة الشيطان المجانين للأطفال في سبيل ذلك وقد تم تحويل هذه القصة إلى فيلم من إخراج تيري جيليام، الذي شدّد على أن كلّ ما يتعلّق بمادّة الأدرينوكروم في فيلمه هو من نسج الخيال.
ولكن تطابق ما جاء في هذه الرواية الخياليّة مع ما جاء في المنشورات المضللة المتداولة وهو ما دعا بعض الاشخاص للقيام بحيل شيطانية للحصول على الدماء التى يعتقدون أن بها هذه المادة الساحرة التي تحمى من كثير من الأمراض لما لها من خصائص نفسية كما يمكن استخدامه كعقار للتحكم في العقل بجانب استعادة الحيوية وتجديد الشباب وإعطاء الشباب الدائم.
طرق غير شرعية لاستخلاصه
وبعد تصديق الكثير من الخرافات والشائعات حول الأدرينوكروم وقدراته الخارقة التي يريدها الكثيرون لجأ بعض الأشخاص والمنظمات لترهيب الضحايا من أجل زيادة كمية الأدرينالين التي تتدفق من خلال الجسم ثم يتم قتلهم ثم يقومون بتجميع الأدرينوكروم مع إبرة ومحقنة من قاعدة الجزء الخلفي من الرقبة والعمود الفقري وبمجرد جمعها، يتم بيع المادة الكيميائية في السوق السوداء بأسعار باهظة فيمكن حصاد هذا المركب في غضون ثلاث دقائق من وفاة الشخص، وعاده ما يستهدف الأطفال لأن دمائهم هي الأنقى والأعلى طاقة.
وقد تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي، منذ بضع سنوات، منشورات تدّعي أن أطفالاً يخضعون للتعذيب لجمعه حيث يصفه البعض بإكسير الحياة إلا أن هذا الادعاء لا أساس له من الصحة فهى مادة تصنّع في المختبرات وتباع بطريقة شرعيّة.
وتنتشر خرافة الأدرينوكروم منذ عام 2018 على مواقع التواصل الاجتماعي وتتمثل في منشورات مرفقة بصور سياسيين ومشاهير تقدّموا في السنّ، لكنّهم حافظوا مع ذلك على شبابهم.
ورغم أن هذه القصص تبدو خياليّة، إلا أنها لاقت تصديقاً وانتشاراً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم.
طريقة تعاطيه
عقار الأدرينوكورم يتم استخلاصه من الأدرينالين بتناول الدم مباشرة أو عن طريق أكسدة الأدرينالين وتنقيته في المختبرات وأخذه عن طريق حقنه في العين اليسرى وتختلف طريقة تناوله باختلاف الغاية لذلك فكثير من السياسيين والمشاهير والأثرياء خاصة فى البلاد الغربية يضطرون للحصول على جرعات كبيرة منه والذي يتم تحضيره فى المعامل ويتم عملة بطرق سرية وأسعار باهظة لبضع مليجرامات وقد اثار الشكوك حول هؤلاء المشاهير ظهورهم في كثير من المناسبات وكأنهم لديهم كدمة فى العين اليسرى.
مشاهير يستخدمونه
وتعد هيلاري كلينون على قائمة المستخدمين لهذا العقار والمشجعين له بشدة ودونالد ترامب والذين كانت لهم تصريحات كثيرة حول هذا العقار وأهمية استخدامه فى المحافظة على الصحة
كما تم القبض على نائب الرئيس الأمريكي السابق آل جور في أحد المطارات بحقيبة مليئة بحزم من الأدرينوكروم ويعد بيتر تيل وهو رائد أعمال، ومستثمر رأسمالي، ومدير محفظة وقائية، وناقد اجتماعي وشارك تأسيس باي بال مع كل من ماكس ايفيشن وإيلون ماسك وعمل كرئيسها التنفيذي من دعاة استهلاك دماء الشباب، بالمعنى الحرفي للكلمة فهو يعتقد أن عمليات نقل الدم من الشباب يمكن أن تكون "نافورة بيولوجية للشباب" ومساعدة الناس على العيش إلى الأبد.