الطفل المبدع...قصة "الولد القوي" لضياف روان


الطفل المبدع
ضياف روان


عرضنا خلال قصة الطفل المبدع مداح وسيم طريقة جانب من طرق التعلم النشط، و الذي سخرته خلال حصص التعبير الكتابي في الفصل الدراسي، لتحرير أقلام الأطفال و أقلامهم الفتية.

على العكس من بعض العناصر الجريئة في الصعود للمصطبة و قراءة ما جادت به مخيلتهم، خيم الخجل على البعض الآخر، خجل لو تركناه دون تبديد لظل يلازم شخصية الطفل حتى يفقده ثقته في أعماله و ما قد تناله من إعجاب السامعين.

روان هذه الطفلة الجميلة من بين العناصر الخجولة، و التي انتقلت هاته السنة مع عائلتها بجانب المدرسة، فكان هذا التغيير من بين عوامل عدم تمازجها  في محيطها المدرسي، كان لزاما عليّ و زملائي في الفريق التربوي، ممن يتعاملون مع هاته الحالات أن ندرء هذا الخجل تدريجيا في جو حماسي و لطيف على نفسية الطفل يجعل الأطفال يتقبلون أخطاء بعضهم، و لا يتهكمون على أي تلكؤ أو تعثر.

بعد عدة محاولات معها صعدت روان لتسرد أحداث قصتها التي تبدو قريبة للواقع، و نحن نركز على المجريات و تتغاضى عن المطبات أو الأخطاء.

فور إنهائها للقراءة ، شجعناها بالتصفيق لما يحمله المعنى من عمق إنساني، و عمدت لتقويم الزلات اللغوية محافظة على الفكرة و القالب، ثم استلمت القصة مطبوعة فكان لذلك تأثير عظيم في سلوكها الدراسي، لاحظته حتى أستاذة الفرنسية.


أقلام فتية

الولد القوي


و إليكم القصة:

ذات يوم كنت عائدة من المدرسة، فرأيت طفلا صغيرا تبدو عليه علامات البؤس و الشقاء، اقتربت منه محاولة التكلم معه، لكنه تحاشى للمرة الأولى الرد عليّ.
توجهت للرجل المسن الذي بجانبه،
 لأسأله عن ثمن بعض الأشياء التي يبيعها، كان الولد يبتهج كلما اقتربت من شراء أي شيء، ابتعدت قليلا و بقيت أراقبهم من بعيد و سمعت الولد يقول للرجل المسن:" جدي..جدي .....هل اكتمل ثمن الدواء؟!"

فرد عليه الجدُّ بحزن قائلا:"لا ليس بعد يا بني.."

ذهبت مسرعة إلى المنزل و حكيت القصة لأبي و الذي رافقني في اليوم الموالي و تحدث مع الرجل، الذي تبين أن زوجته تعاني مرضا خطيرا تلزمه عملية.
عرض أبي على الرجل العمل في 
 الشركة مقابل إقراضه ثمن العلاج، ففرح الولد الصغير كثيرا بالخبر و راح يشكرني كثيرا و يدعو لأبي."

تحمل القصة على بساطتها قيما انسانية بليغة، بين كرامة المحتاج و ذكاء المساعد.

أحدث أقدم