الإنسان مسير ام مخير؟! .. قضية أثارت الجدل منذ آلاف السنين



أثارت تلك القضية تفكير الكثير من الناس سواء الفقهاء منهم أوالعوام، وتناولها الكثير من جميع النواحي سواء من الناحية الدينية أو العقلية، ولا ننكر أن بسبب تلك المسألة سلك البعض مسالك لا ترضى الله عز وجل .


وخلال تناولنا لهذه القضية الشائكة أردت أن أسلط الضوء على أهم من تكلم وعرض أدلته وبراهينه فى تلك القضية ألا وهم "الفرق الأسلامية " 


لمحة عن نشأة الفرق الأسلامية :


كانت نشأت الفرق الأسلامية مرتبطة ببعض الخلافات السياسية بين المسلمين ، وكان أبرز هذه الخلافات :

» النزاع بين على بن أبى طالب ومعاوية بن أبى سفيان على خلافة المسلمين ، وتحوله إلى حرب بين انصار كل واحد منهما.

 وفيما نحن بصداه ، سنعرض اشهر وأهم أراء لثلاث فرق اتخذت ثلاثة مواقف رئيسية فى حل هذه القضية : 

1) الجهمية "الجبرية " 

2) ‏المعتزلة 

3) ‏الأشعرية 



نبذة تعريفية عن الفرقة وموقفها من القضية المطروحة:


1) الجهمية "الجبرية " : 

تنسب لمؤسسها «جهم بن صفوان » والذى نفى عن الأنسان كل قدرة على الاختيار ، وانما هو مجبور فى افعاله لا قدرة له ولا ارادة ؛ لذلك سميت بالجبرية .

 مبرراته : 

1) ان حرية اراده الانسان تعنى حرية خلقه للافعال التى يريد القيام بها وبذلك يصبح الانسان شريكا لله تعالى فى عملية الخلق ، ومن ثم فأن حرية الارادة منافية لوحدانية الله وتؤدى إلى الشرك به تعالى. 


2) استند جهم بن صفوان فى موقفه الجبرى المتطرف إلى تأويل معانى بعض آيات القرآن الكريم الدالة على الجبر ،مثل 

" وما تشاءون الا ان يشاء الله" 

" وما رميت اذا رميت ولكن الله رمى " 

"ولا تقولن لشئ انى فاعل ذلك غدا الا ان يشاء الله " 


الانسان مخير ام مسير,مخير,مسير ام مخير,هل الإنسان مسير أم مخير,الإنسان مسير أم مخير,مخير ام مسير,الإنسان مخير,هل انسان مسير ام مخير,انسان مسير ام مخير,الانسان,الانسان مخير,الانسان مخير او مسير,الانسان مسير ولا مخير,الانسان مخير ولا مسير,هل الإنسان مخير,مخير ام مخير,الإنسان مخير أم مسير الشعراوي,هل الإنسان مسير أم مخير في الفلسفة,الإنسان مخير أم مسير في القرآن,مخير ومسير,الإنسان مسير,مسير ام مخير مجبر ام مخير,العبارة القائلة الإنسان مسير أو مخير
الأنسان مسير أم مخير 

 

2 ) المعتزلة :

 ‏ تنسب لمؤسسها « واصل بن عطاء » وكان تلميذا ل ( الحسن البصرى ) وهو احد كبار أئمة السلف . 

» ويرجع سبب تسميتها بالمعتزلة إلى : 

أن واصل كان فى احدى جلسات المناقشة مع استاذه الحسن البصرى وكانوا يتناولوا موضوع مرتكب الكبيرة هل هو كافر ام مؤمن ؟! 

لكن واصل قرر ان مرتكب الكبيرة ليس فى منزلة الكافر ولا فى منزلة المؤمن ، بل فى منزلة وسط بين المنزلتين ، وعندما رفض استاذه هذا الرأى، ترك واصل المجلس وانعزل بمفرده بعيدا ، فقال استاذه : لقد اعتزلنا واصل . ومن هنا جاء اسم المعتزلة . 

_ وتستند هذه الفرقة على العقل فى تفسير امور الدين وفهم آيات القرآن وكذلك فى تناولهم لمشكلة حرية الارداة الانسانية والتى تعنى قدرة العبد على خلق افعاله بنفسه.


»مبرراته : 

 وان الانسان حر مخير وليس مجبرا مسيرا ، حيث ان الله عندما خلق العبد ، خلق فيه ايضا القدرة المحدودة عنده ؛ لكى يساعده على تنفيذ التكليفات والاوامر الالهية ، ولكى يكون الله عادلا فى الاخرة عندما يثيب المطيع ويعاقب العاصى.

 استند واصل على بعض من الايات القرانيه التى تدل على الاختيار : 

"وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " 

"ومن يعمل سواء او يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ، ومن يكسب اثما فانما يكسبه على نفسه وكان الله عليما حكيما " 


3) الأشعرية : تنسب إلى مؤسسها «ابو الحسن الاشعرى » 


والذى يعد من كبار أئمة المسلمين فى عصره ، ومن أكفأ المدافعين عن اهل السنة . وكان موقفه يتمثل فى الاعتدال والتوسط فى حل مشكلة الجبر والاختيار ، حيث جمع المزايا والحجج المقبولة من رأى الجهمية وكذلك من رأى المعتزلة ، واخرج منهما نظرية تعرف باسم " نظرية الكسب " 

 نظرية الكسب : ان الكسب عند الاشعرى معناه الاقتران او التلازم بين اراده العبد ورغبته من جهه ، وخلق الله تعالى لافعال هذا العبد من جهه اخرى ، ويقصد الاشعرى بهذا ان رغبة الفرد او نيته هى التى تصبغ عليه صفة الحرية فى الاختيار ، والتى بناء عليها يخلق الله له الفعل وبالتالى يتحمل الفرد حينئذ مسؤلية افعاله . وما يترتب عليها من عداله الله فى اثابة المطيع وعقاب العاصى . 


• وهكذا استطاعت الفرق الأسلامية  عرض اراءهم والتى بلا شك تحمل قدر من الأخطاء ، وتتشاطر الأفكار بينهم وتعود إلى نقطة هامة وهى الوسطية والاعتدال لا المبالغة والتطرف الذى من شأنه أضاع مذاهب وتابعين ، والأيمان المطلق بالعدل الألهى .

أحدث أقدم