في واقعة
مؤسفة تنبئ بعلامة من علامات الساعة، قتل أخ شقيقته حرقا بمدينة المنصورة في محافظة
الدقهلية، شمال الدلتا، والتي اهتز لمقتلها الرأى العام المصري الفترة الماضية.
للوهلة
الأولى يظن المتابعين أن الحكم الأساسي والرئيسي سيكون الإعدام لهذا الشخص طبقاً لما
اقترفه من إثم عظيم، بازهاق روح شقيقته وتعذيبها بالنار، وذلك طمعا في الميراث، ولم
يخطر بباله ولو للحظة، أيام طفولتهم وشقاوتهم معا، وصباهم وكافة ذكرياتهم.
لم يدرك
هذا الأخ أيضاً مدى الجرم الذي يرتكبه، فلا يعذب بالنار الا رب النار، هل لم يئن قلبه
للحظة على استغاثات أخته؟! لا أعلم ولا أتخيل كيف يمكن للإنسان أن يفعل بشقيقه أو شقيقته
مثل هذا الجرم.
نعود
لنتابع جلسات محاكمته، حيث اتهم الابن والدته أنها فرقت ما بينهم وهي من أشعلت الغيرة
في صدره عقب كتابتها لاملاكها باسم الفتاة الراحلة وأنها دوماً كانت تميز أخته في المعاملة
عنه.
أعتقد
أن الأم لم تقصد ولم تكن تتخيل أن بعض من التدليل مثلاً لأخته الصغرى سيكون هو السبب
في إنهاء حياتها.
الأم
التي دوما تملك قلبا عطوفا وحانيا ومعطاءا بلا حدود، هي من أنقذت قاتل ابنتها من حبل
المشنقة، حيث تنازلت في مشهد مهيب أمام القاضي في المحكمة قبيل النطق بالحكم، عن حقها
المدني، وطالبت القاضي بأن يترك لها ابنها يكون سندا وعونا لها في الحياة، ويكفي فقدانها
لابنتها.
ليطلب
القاضي من الأخ القاتل أن يقبل يد وقدم والدته، لأنها من منحته الحياة مرة أخرى.
وبالفعل
يتم النطق بالحكم على قاتل شقيقته بالمؤبد، لما اقترفه وهي أقصى عقوبة بدلاً من الاعدام.
أنا
لست متخصصة بالقانون وأحكامه وقواعده، ولكني اتسائل عدة تساؤلات:
هل فقدت الفتاة حياتها مرتين بالحرق مرة على يد شقيقها؟ وعدم الحكم بالاعدام على شقيقها؟! فمن قتل يقتل بحسب قواعد الشرع؟
بماذا
تشعر هذه الأم المكلومة التي فقدت ابنتها الوحيدة حرقا على يد أخيها، لتمنح قاتل ابنتها
الحياة وتتنازل عن الحق المدني، هل أضاعت حق ابنتها؟! ام انها تخاف من فقد الاثنان
في فترة وجيزة؟!
لا أستطيع لوم الأم على الإطلاق ولكنها مجرد تساؤلات.
حب الأم
لأبنائها غريزة فطرية لا يستطيع أحد تفسيرها، وأدعو الله لهذه الأم بالصبر والثبات،
ولكافة الأمهات أن يسلمهم الله من شرور الدنيا ومن شرور النفس البشرية والطمع بين أبنائهم،
الذي قد يكلفهم حياتهم كلها.