الإعلامي وائل الإبراشي |
تحولت ساحات صفحات مواقع التواصل الاجتماعي المصرية، مساء اليوم الأحد، لسرادق عزاء كبير، حيث خيم الحزن على جموع المصريين بعد نبأ وفاة الإعلامي القدير وائل الابراشي، بعد صراع دام لأكثر من عام مع فيروس كورونا اللعين.
شرفت بلقاء الأستاذ وائل للمرة الأولى في عام ٢٠٠٧، خلال حفل توزيع جوائز بنقابة الصحفيين، كان في غاية الود والتقدير والاحترام حينما قمنا بتعريف أنفسنا كطلاب بالسنة الأولي لكلية الإعلام، وتحدث معنا، ودعانا لزيارة مكتبه في جريدة صوت الأمة، إذا رغبنا في التدريب بالجريدة.
عرفنا الأستاذ وائل صحفي مقاتل وباسل حتى في عهد نظام مبارك كان يعارض وبقوة، أثار العديد من القضايا الهامة والتي أثارت الرأي العام المصري، كقضية أكياس الدم الفاسدة بشركة "هايدلينا"، والمتهم فيها آنذاك عضو مجلس الشعب هاني سرور، وهو أحد أشهر رجال الأعمال في عهد مبارك.
أيضاً قضية غرق المهاجرين المصريين المتكررة في أعوام ٢٠٠٨، إضرابات العمال في ٢٠٠٧_٢٠٠٨ ، أحداث المحلة الكبرى ٢٠٠٨، وغيرها الكثير من القضايا الجدلية، عرضها عبر برنامجه التليفزيوني الشهير "الحقيقة".
إنسانية ووفاء الإبراشي
كان هناك أحد المواقف التي عاصرناها وشاهدناها عبر الشاشة المتلفزة، تعبر عن وفاء الابراشي لزملائه وأصدقائه الإعلاميين الراحلين، حيث رحل الإعلامي وصديق الابراشي المقرب الأستاذ مجدي مهنا أحد أشهر الصحفيين المصريين في التسعينات وحتى بداية أوائل الألفية الثانية، في فبراير ٢٠٠٨، ومن وقتها وكان الابراشي يخصص وقتا أساسيا في نهاية كل حلقة من برنامجه لذكر صديقه الراحل وإنجازاته، وطلب الرحمة والدعاء له، فضلاً عن تخصيص العديد من المقالات التي تحدث فيها الابراشي عن فارس الكلمة المصرية مجدي مهنا.
تختلف أو تتفق مع الإبراشي، ولكن اعتقد من كان يحمل هذا الكم من الحب والوفاء والإنسانية بداخله لصديقه الراحل، ويحمل هموم وطنه على كفه في عصر عرف بتقييد حريات الصحفيين، فإنه يستحق وبكل جدارة كل الدعاء له بالرحمة والمغفرة، لا ذكر أي خلافات فكرية أو سياسية وقت رحيله.
يا أهل السوشيال المحتجين والمعارضين من أجل المعارضة فقط، لا شماتة في المرض أو الموت، هذا وائل الذي نعرفه، إنساناً وفيا مخلصاً، محبا لوطنه، مدافعاً عن أهله، فرحمات الله عليه وسكينته على آله ومحبيه.