فقدان الثقة بالآخرين هل هو مرض أم واقع مجتمعي

فقدان الثقة بالآخرين
بداية النجاح تبدأ عند الثقة بالآخرين


 تعتبر الثقة بالآخرين شيء ضروري لإستمرار الحياة، فإذا غابت الثقة إنعدمت الحياة، وعاش الإنسان فى خوف دائم من التعامل مع الآخرين، فإن غياب الثقة يحدث نتيجة لغياب الحب وحسن الظن بالآخرين، وغياب الخير الناتج عن المطامع البشرية، ويعتبر فقد الثقة فى التعامل مع الآخرين من المشاكل النفسية التى لها آثار سلبية لا تؤثر على الحياة الشخصية للإنسان فحسب بل تهدد حياته المهنية، والإجتماعية التى تربطه بأفراد العائلة والأصدقاء المحيطين به.

▪︎ أسباب عدم الثقة بالآخرين


ترجع أسباب عدم الثقة بالآخرين إلى مواقف سلبيه لحقت بالإنسان، ومواقف معاصرة له فى المجتمع، مما تجعل بعض الأشخاص غير قادرين على التعامل مع الغير، ويؤدى بهم ذلك إلى العزلة، والخوف من إنشاء علاقات إجتماعية جديدة، ولعل من أهمها


تضارب المصالح، والمطامع البشرية، وقلة الأمانة، والخيانة فى المعاملات، والخذلان الغير متوقع، والإختيارات الخاطئة، وأخيرا يمكن أن يكون عدم الثقة بالآخرين ناتجا عن سوء تربية الإنسان منذ الصغر على ضرورة إقامة علاقات إجتماعية مع من هم فى سنه، فينشأ فى صراع نفسى فاقدا من خلاله عاطفة الحب والتعاون مع الآخرين.


ففى هذا العصر الحديث التى أصبحت فيه الأمور المادية وسيلة لإنقاذ الروح من التدنى على حساب الطرف الآخر، فأصبحت الثقة بين الناس عملة نادرة، وفى ظل تلاشى نظام الأسرة واستقلالية كل فرد منها فأصبح كل طرف منعزلا عن الآخر مع فقدان الصديق أصبح الإنسان فى عزلة، فجميعنا نحتاج إلى صديق نبوح له بما فى صدورنا يحفظ الأسرار، ويرشدنا إلى المسار الصحيح ولا نجده فى زمن قل فى الأصدقاء، فأصبح كل شخص بعيدا عن الآخر يبحث عن مصلحته الشخصية.

▪︎ علاج مشكلة فقدان الثقة بالآخرين


يبدأ العلاج عند التسامح مع النفس، ففطرة الإنسان هى الحب، وعندما يحب تبدأ الثقة وسرعان ما يجده غير جديرا بهذه الثقة، ولذلك يجب على الإنسان الحفاظ على ثقته بنفسه حتى يستطيع استعادة ثقته بالآخرين، وينتهى العلاج عند التسامح مع الغير، فخيانة الآخرين لتوقعاتنا والخذلان الغير متوقع منهم، هو جزء من الحياة الإنسانية التى تجعل الإنسان ينضج ويتعلم من أخطائه، فإذا كان هناك شخصا غير جديرا بهذه الثقة فهذا لا يعنى أن الجميع سيئا، فإن التسامح يؤدى إلى تأليف القلوب والثقة بالآخرين.

▪︎ علينا أن نحسن الظن .. مازلنا بخير


لا يمكننا تعميم أزمة الثقة بين الناس حتى وإن وجدت بالمجتمع نماذج خائنة وسيئة، فهذا لا يجعلنا نحكم على الكل بناء على تصرفات هذه القلة التى ضلت الطريق عن الصدق والأمانة، نحن مازلنا بخير نحتاج فقط أن نحسن الظن بالغير، ونقطع طريق الشر بالإحسان.


فحذرنا النبي من تعميم الحكم بفساد الناس وقلة خيرهم، وحثنا القرآن الكريم على حسن الظن بالآخرين مما يؤدي إلى تأليف القلوب والثقة بالآخرين، فقال تعالى: {لو انفقت ما فى الأرض ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم}.


فعلينا دائما أن نذكر ونتذكر بحسن الظن بالآخرين، وعواقب سوء الظن فى الدنيا والآخرة.

أحدث أقدم