زمامير السيارات القاتلة

  

ضجيج السيارات
ضجيج السيارات

 

كتبت - دعاء ياسين

 

في احدى شهور الصيف في ساعة مبكرة، خرجت عبير بأولادها الثلاث: أحمد ومجدى وياسين واتجهوا بسيارتهم لقضاء اليوم في النادي، ولم تكن عبير على علم بأن ذلك اليوم سيكون يوماً مروعاً ومهلكاً لها، فينما تتجه عبير وأولادها للنادي كانت هناك سيارة نقل بجانبها.

وإذ بالسائق يضغط زمارة شاحنته بكل قوة حتى فزعت عبير وأصابها التوتر وفجأة انقلبت بها السيارة ولم تكن مرة واحدة بل خمس مرات متتالية ولم تشعر عبير بنفسها إلا في سرير المشفى وما أن استعادت وعيها حتى علمت بخبر موت ابنها الأصغر ياسين جراء ذلك الحادث الأليم، وهنا السؤال: هل كان ذلك حادث فقط أم أنها جريمة قتل؟

 

هذه القصة تحدث للعديد من الأشخاص وليس فقط لبطلة قصتنا ولكنه واقع مرير يشهده العديد من البشر في الطرق، قد يتعجب البعض كيف يمكن أن تكون زمارات السيارات التي هي في الأساس وسيلة للتحذير من الخطر أن تكون الخطر بذاته الذي يؤدي إلي إزهاق العديد من الأرواح البريئة.


 وهنا يجب أن نقف برهة لإيضاح الأمر، على الرغم من كون الزمارات وسيلة لتنبيه السائقين بوجود خطر ما مثل اقتراب سيارتين من بعضهما البعض، إلا أن هناك العديد من السائقين عديمي الضمير الذين يستخدمون تلك الأداة استخدام خاطئ وشنيع، فإذ بهم يهرولون أيديهم على زمارات سياراتهم بدون داعي "في الرايحة والجاية" مما يسبب توتر حاد لسائقي السيارات.


وعندما نتحدث عن زمامير السيارات فلابد من ذكر سيارات النقل الكبيرة والتي هي أساس " أي بلوة" وفي كثير من حوادث الطرق، فزمامير النقل في غاية العلو ولها صوت يرهب السائقين وخاصة السيدات وللأسف الشديد في كثير من الأحيان يتعمد سائقي النقل لإخافة سائقين السيارات العادية باستخدام زمامير شاحناتهم ثم يضحكون ويقهقهون على ما فعلوه ولا يهمهم حياه البشر.

 

لذلك لابد من وجود عقاب رادع وشديد لكل من تسول له نفسه باستغلال زمامير سياراتهم أو شاحناتهم بشكل سيء يودي بحياة البشر بدون أي رحمة، فما حدث لعبير وأولادها لم تكن حادثة ولكن جريمة قتل مرتكبها سائق الشاحنة الذي استخدم زماراته كوسيلة للقتل لعلمه أنه لا يوجد قانون يحاسبه أو يردعه!!

أحدث أقدم