كتب: أحمد علاء
عندما يدعو الإنسان ربه تعطل الأسباب وتبقي كلمة الله هي العليا، فلا تيأس من فضل الله تعالي ورحمته، فعندما دعا نبي الله زكريا عليه السلام ربه، بأن يعطيه ولدا صالحا يرث منه ومن آل يعقوب النبوة والعلم رغم كبر سنه، وكانت امرأته عاقرا لا تلد، فهذه الأسباب تكاد مستحيلة للإنجاب إلا أن استجاب الله له.
فكان يصلي نبي الله زكريا فى المحراب ويدعو ربه، إلا أن جاءته البشرة فقالت له الملائكة أن الله يبشرك بغلام اسمه يحيي لم يسمى أحدا على اسمه.
فلم يصدق زكريا عليه السلام رغم سعادته، بأن الله سيلبى نداءه الخفى رغم استحالة الأسباب، فيقول كيف أن يكن لي ولدا وانا بلغت من الكبر عتيا وامرأتي لا تلد.
فجاء قول تعالى: { هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا }.
فرغم تعطل الأسباب إلا إنه كان هو وزوجته يسرعون فى الخيرات ويدعون الله، فكانوا يعلمون أن الله المسبب للأسباب وأنه قادرا علي كل شيء، فاستجاب الله له ووهبه نبيه يحيي عليه السلام، فكان بارا بوالديه صالحا رحيما بالضعفاء والفقراء، فأعطاه الله التقوى والعلم والنبوة منذ أن كان صبيا ليتم عليه نعمته وفضله، فنال شرف تسميته وشرف نبوته، فجاء في قوله تعالى : { وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا }.
فحفظه الله يوم ولد من السوء وهمزات الشياطين، ويوم يموت من فتنة وعذاب القبر، وحفظه يوم البعث من هول وفزع هذا اليوم العظيم.
وروى عن رسول الله ﷺ أنه قال : " كل بنى آدم يأتى يوم القيامة وله ذنب إلا ما كان من يحيي بن زكريا ".
وولد نبي الله يحيي قبل مولد نبي الله عيسي عليه السلام بثلاتة أشهر، وهو ابن خالته السيدة مريم العذراء، وعاش معه فترة طويله وعاصره في الدعوة، فكان أول من صدق بعيسي ابن مريم عليه السلام بما نزل عليه من التوراه فى زمانه، وكان يدعو بني إسرائيل إلى عبادة الله وطاعته بشريعة التوراة، وكان يدعوهم بذكر الله فيصرف عنهم السوء وهمزات الشياطين.
فأسباب الله لا تنفذ فلا تيأس من رحمة الله، فيرزق من يشاء بغير حساب، فعندما دعا نبي الله زكريا عليه السلام ربه جاءت رحمته عليه واستجاب له رغم عدم وجود السبب ولكن أراد مسبب الأسباب تلبية النداء.