دورة المرأة الشهرية
بعد تجاوز الطفل سنوات الطفولة الأولى، يبدأ تدريجيا في الاستقلال عن
أمه، في حاجاته و خياراته، ثم تظهر أكثر ميولاته غريزيا مع بروز الاختلافات الجسدية
التي تميز الإناث عن الذكور.
العلامة الفارقة و الدالة على البلوغ عند الرجال هو الاحتلام و بعده يستمر
جهازه التناسلي في إنتاج الحيوانات المنوية طيلة حياته. و التي تقذف مع السائل المنوي
عند ذروة الإثارة الجنسية.
أما الأنثى فعلامة بلوغها الفارقة هي نزول دم الدورة الشهرية، بعد ظهور
تغير أنثوي على جسدها، و الذي يسمى أيضا بدم الحيض أو الطمث، و هو علامة أيضا أولية
على صحتها الجنسية و خصوبتها.
محيط الفتاة قبل البلوغ:
مخاوف البنت من البلوغ في المجتمعات التقليدية
هناك عادات كثيرة نابعة من جهل المجتمعات، حول بلوغ الأنثى و دورتها الشهرية،و
التي تجعله هاجسا تخافه و تحاول إخفائه، هاجسا عالجه الإعلام بشكل محتشم و لم تسلط
عليه السينما العربية و لا العالمية إلا ببعض الأعمال الناذرة مثل "الغرفة الحمراء"
التركي، و التي وضحت خوف الفتيات من ظهور دم الحيض كونه سيكون جواز سفرهن لزواج بمثابة
الصفقة التجارية لأحد أصدقاء الأب.
كما أنه هاجس حقيقي معاش لحد الآن لدى بعض البنات، بسبب عدم تقرب أمهاتهن
لتوعيتهن و تعريفهن بأجسادهن، رغم تفتح العالم و التوعية المدرسية التي تبقى محدودة
في إطار تعليم مختلط، فالبعض منهن لا يتحسسن لأنفسهن الأعراض السابقة لنزول دم الدورة
لحين وقوع ذلك فجأة في مكان لا مناسب، مما يتسبب لهن في حرج يستدعي منهن الاختباء لفترة
عن تلك الدائرة الاجتماعية.
ما هي الدورة الشهرية:
جهاز المرأة التناسلي
معنى التسمية:
سميت بدورة شهرية لأنها تدور حول نفسها تكرارا عودا على بدء كل شهر، فيما
تختلف مدتها في جسم كل أنثى ما بين 21 إلى 35 يوما، و وسطيا 28 يوم أو أربعة أسابيع،
تنقسم إلى أربعة مراحل:
1- نزول دم الحيض
نزول دم الحيض
يستمر نزول دم الدورة الشهرية لمدة تتراوح بين ثلاثة إلى عشرة أيام على
أكثر إذا زاد عن ذلك فهو استحاضة أو خلل يستوجب مراقبة طبية، كما يختلف لونه في كل
مرة حسب كل دلالة صحية، فالطبيعي يكون أحمرا مصحوب ببعض الكتل الناتجة عن سقوط تحضيرات
الرحم لاستقبال الجنين في الدورة السابقة، و عند انقطاعه تأتي المرحلة التالية و هي
التحضير لإباضة جديدة.
2- ما قبل
الإباضة:
ما قبل الإباضة
بعد تنظيف الرحم من مخلفات فشل الدورة السابقة و التي تنزل مع الدم، يرسل
الدماغ إشارات إلى الرحم و المبيضين لإنتاج هرموني الأستروجين و البروجسترون، و التي
تحرص جدار الرحم لتثبيت شعب دموية ليصبح أكثر سمكا، قادرا على تثبيت جنين، و تختار
بويضة واحدة لتنمو تحضيرا لاباضتها.
تصاحب هذه المرحلة أعراضا كنظارة الوجه و بعض الإفرازات المهبلية السميكة.
3- مرحلة
الإباضة:
تحرير البويضة
في منتصف الدورة الشهرية للمرأة تحرر بويضة
واحدة من أحد المبيضين لتمر عبر قناة فالوب إلى جدار الرحم، لتنبث في البطانة و يرطب
المهبل و عنق الرحم لتسهيل صعود الحيوان المنوي، مصاحبا لزيادة الرغبة الجنسية للمرأة بشكل مضاعفو هو أفضل وقت لحصول الحمل، و في حالة
عدم حصول اتصال جنسي أو حمل، يمر جسم المرأة للمرحلة الرابعة من الدورة.
4- ما قبل
الحيض:
متلازمة ما قبل الحيض
هنا ستشعر المرأة بإحباط فيما يعرف بمتلازمة ما قبل الحيض، مع بعض البثور
على الوجه و حساسية في الثديين، شراهة في الأكل، قلق عصبية أو انخفاض في ضغط الدم،
سماع الأصوات بشكل عالي، ما يسبب انزعاج من المحيط، و اكتئاب يسود على ردات فعلها.
يمكن التغلب عليها بإتباع نظام غذائي صحي
غني بالفواكه، مزاولة تمارين رياضية خفيفة تنشط الدورة الدموية، و أحد حمام دافئ.
بإتمام اليوم الثامن و العشرون أو مدة الدورة الشهرية لدى المرأة تسقط
بطانة الرحم مجددا معلنة عن بدأ دورة جديدة
تأثر البنت النفسي بالدورة الشهرية:
اكتئاب الحيض
إن نظرة المجتمع الدونية للحائض، و قلة الثقافة الجنسية، تحبك حاجز الصمت و الخجل حول الفتاة، ثم إن أعراض متلازمة ما قبل الحيض و التي تدخلها في اكتئاب مع دائرتها الاجتماعية، يجعلها تفتعل أحيانا مشاكل، أو يقوي شكها و هوسها في بعض المسائل، فمثلا لو كانت في علاقة مع شخص سوف تفهم تفسر تصرفاته بشكل سلبي قد يؤدي بها لقطع العلاقة، نفس الشيء بالنسبة للزوجة و التي ستنفر من شريكها الاجتماعي، و تنقم من طلبات الأولاد، فتلتصق السودواية في تقدير الأمور.
الحضانة النفسية للمرأة خلال الدورة الشهرية:
التوعية الجنسية للبنات
تبدأ الحضانة النفسية في تحضير البنت قبل البلوغ، أن الدورة و الجنس جزء
من أنوثتها و حياتها، و هو أمر غريزي طبيعي يشبه المعجزات و يجعلها أقوى في كل مرة
تتجاوزه بشكل طبيعي، ثم ينتقل لتحصين المرأة إعلاميا في هذا الجانب يجعل شراء الفوط
الصحية أمر عادي و متداول و مفهوم من قبل المجتمع، و الأسرة فالأب و الأخ المثقفين
يتجنب التعليق أو السؤال في مثل هاته الأمور بداعي التهكم.
كما أنه من الضروري تقبل حساسية المرأة على مرتبتها في الأسرة و المجتمع
في هاته المرحلة من كل دورة لها، و محاولة التغاضي عن إصرارها، نكدها أو تضخيمها لبعض
المسائل.
جدير بالذكر أن شريك المرأة الحكيم و المتحضر هو الذي لا يستغل ضعفها
الغريزي، و لا تقلباتها، بل يتفهمها و يذكرها بأنوثتها في كل مرحلة، يتغاضى عن طيشها
في اللاوعي، و يرجح عقله ليعطيها وقتا لتجاوز قراراتها المتسرعة و جدالاتها المتواترة
في هاته الفترة
يمكن لك كامرأة أن تكون موثقة لكلماتك و مزامنة لدورتك، تسيطرين على كل
الأعراض الغريزية اللاإرادية بتقليل الكلام و النقاشات و ممارسة الانعزال الصحي مع
بعض التمارين و المطالعة، حتى لا تكون لك مشادات تندمين عليها لاحقا.