تعرف على "أرييا بريتا".. شاطئ الرمال السوداء

 

كتبت - مريم محمود 

تشتهر البرازيل بأنها تحتوي على آلاف الأميال من الشواطئ، ولكن هناك أحد الشواطئ المميزة هناك، حيث إنه تم الاستفادة منه في كثير من الاستخدامات وكان مصدر دخل وترويج سياحي كبير لها، يطلق على هذا الشاطئ اسم "أرييا بريتا"، وهو يقع في مدينة "غواراباري" البرازيلية، حيث اشتهر هذا الشاطئ بالرمال السوداء التي تحتوي على مستويات إشعاع خارجي يقترب من 400 ضعف الإشعاع الطبيعي المسجل لدى الولايات المتحدة الأمريكية.

شاطئ الرمال السوداء 

نبذة عن الرمال السوداء

تلك الرمال عبارة عن رواسب شاطئية سوداء ثقيلة تتراكم على بعض الشواطئ بالقرب من مصبات الأنهار الكبيرة، وتتركز هناك بفعل تيارات الشاطئ، وهي تحتوي على كميات معتدلة من المونازيت وهو معدن فوسفاتي غني بالعديد من العناصر الأرضية النادرة بما فيهم اليورانيوم والثوريوم، وقد لوحظت الرمال السوداء الغنية بالمونازيت لأول مرة في عام 1880م، من قِبل العالم النمساوي "كارل أوير فون فيلسباخ" عندما كان يبحث عن الثوريوم من أجل دثار متوهج اخترعه حديثاً، وثبت أن رمال المونازيت هي المصدر المثالي، وقد أظهرت الأبحاث أن إشعاع الخلفية في شاطئ "أرييا بريتا" يمكن أن يصل إلى 175 ملليمتر سفيرت في السنة ،أو 20 ملليمتر سفيرت لكل ساعة، وخاصةً أن بعض المواقع التي فقدت من الرمال السوداء لديها مستويات إشعاع تصل إلى 55 ملليمترًا من السفيرت لكل ساعة، في حين أن تعرض الناس للأشعة السينية مرة واحدة تعطيهم حوالي 100 ميكرو سفيرت.

أين توجد الرمال السوداء؟

أما عن أشهر الدول التي تتواجد بها الرمال السوداء فهي الهند والبرازيل وجزر هاواي ومنطقة الرأس السوداء بالقرب من رشيد في مصر، حيث توجد حوالي 11 منطقة يتم استغلالها الآن بمصر، ومن بينها محافظة كفر الشيخ التي تتواجد بمنطقتين فيها ، الأولي في منطقة شرق البرلس بملاحة "منيسي" التابعة لقرية الشهابية علي مساحة 80 فدان، والثاني بشمال الطريق الدولي غرب محطة توليد الكهرباء العملاقة "بالبرلس" على مساحة 35 فدان. 

فوائد الرمال السوداء

تحتوي الرمال السوداء على معادن ثمينة أهمها "الألمنيت والزركون" فهما يدخلان في صناعة الطائرات والصواريخ والسيراميك وأغلفة الوقود النووي وأنابيب البترول والدهانات والأسنان الصناعية والخزف، بالإضافة إلى "المجناتيت" الذي يستخدم في صناعة الحديد، ومعدن "المونازيت" والذي يعد استراتيجيا لاحتوائه على "اليورانيوم والثوريم" اللذان يدخلان في صناعة المفاعلات النووية ذات الاستخدامات السلمية، والجرانيت الذي يستخدم في صناعة فلاتر المياه والصنفرة. 

كما أصبحت الشواطئ الرملية التي تحتوي على المونازيت مصدر جذب للسياحة العلاجية حتى أواخر القرن العشرين، وفي عام 1972 كان النشاط الإشعاعي لرمل المونازيت معروفاً منذ ما يقرُب من قرن، لكن في تلك السنة بدأ الطبيب سيلفا ميلو الترويج للعلاج بالرمل الإشعاعي.