هل يبقي من العمر شيئا بعد الأم

الأم حياة


الأم هى المتنفس الطبيعى فى الحياة منذ الميلاد، وفى الرحم نفسه قبل الميلاد، فهى الرجاء فى اليأس، والقوة فى الضعف، التضحية والعطاء، الحنان والشقاء، هى الحياة بلا حياة تظل تفنى فى عمرها يوما وراء يوم من أجل هذا الإنسان الذى كانت مأواه تسعة أشهر، وعمر يتسلل من أجله، وهي التي أخذت بأيديهم إلى العلم والمعرفة حتى عرفوا الخير من الشر والضر من النفع، لا يدرك معها الإنسان إنها أياما من عمره معدودة يتحسر على فواتها، وأن لكل قطار نهاية والوقت لا يقف، ولا ينتظر من أحد إدراكه.

يدرك الإنسان حينما يفقد الأم أنه أصبح بلا حواجز تحميه من غدر الزمان، وأنه أصبح يتيما، فاليتيم من فقد حنان الأم، وهبط من الجنة إلى الأرض، وعاش منها محروما إلى الأبد، هذه التجاعيد الذى مرت على وجهها يوما ما هى إلا سرقات من عمرها ما بين إبتسامات وحزن وقلق.

ويظل يبحث الإنسان طوال عمره عن أحد فى صورة أمه، وسيظل يبحث كمن يبحث فى صحراء جرداء عن بشر، فتظل هى الإلهام الوحيد له حتى يقابل من هى تشبه هذه الصورة .. من تشبه هذه التجاعيد .. من تشبه الحياة. 

Post a Comment

أحدث أقدم