هذه الأعمال يجزى بها الله بغير حساب .. احرص علي أدائها

العافين والصابرين والصائمين جزاءهم عظيم


يجزى الله عباده المؤمنين عن هذه الأعمال، فكل عمل خير فى الدنيا يجزى به الله عباده الحسنة بعشر أمثالها إلا هذه الأعمال اختصها الله عن غيرها لعظمتها، فيتولى بنفسه جزاء الصائمين، والعافين عن الناس، والصابرين لشدائدهم.

▪︎ العفو عند المقدرة


إن العفو والصفح عن الناس من أعظم العبادات، فهى صفة من صفات الله يجزى به عباده المؤمنين، قال تعالى: {وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم}.

وأوصانا رسول الله ﷺ بالعفو عند المقدرة فهى من مكارم الأخلاق، فكان عفوه يشمل أعدائه وليس أصدقائه فحسب، فيدعو لهم وينصحهم كأنما لم يلقَ منهم شيئا.

وروي أن سيدنا محمد كان ذات يوم بين أصحابه
فضحك، فسأله عمر رضي الله عنه: ما أضحكك يا رسول الله، فقال : رأيت ربي يفصل في خصومة بين إثنين، فقال أحدهما: رب إن هذا أساء إلي فخذ من حسناته وأعطني بقدر إساءته، فقال له: ليس له حسنات، لكن انظر، فنظر فإذا بقصور وأشياء عجيبة، فقال: لمن هذه يارب؟ قال: لمن عفا عن أخيه، فقال: عفوت عنه، فقال: فخذ بيد أخيك وادخلا الجنة ".

▪︎ الصيام لوجه الله


فضل الله الصيام عن سائر العبادات، فأضاف الله جزاءه إلى نفسه، لأن من يقوم بالصيام يقصد وجه الله دون رياء، فيدع شهواته وطعامه، وهى صفة من صفات الخالق فيقمع بها النفس من الشهوات، لذلك يتولى الله بنفسه الجزاء.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: { كل عمل ابن آدم يضاعف فيه الحسنة إلى عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلا الصوم فإنه لى وأنا أجزي به }.

ويوم القيامة ينادي منادٍ: أين الذين أجرهم على الله ؟فـيقبل الصابرون والصائمون والعافون عن الناس، لأن الكريم إذا أخبر بأنه يتولى بنفسه الجزاء اقتضى عظمته وسعته.

▪︎ الصابرون عند شدائدهم


أمرنا الله تعالى بالصبر وحثنا عليه، وتولى جزاءه ولم يحدد له أجرا وإنما هو كثير بغير حساب، والصبر أعظم وسيلة لتكفير السيئات، ومغفرة للذنوب، ومدخل للجنة، ودل على ذلك قوله تعالى: { إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب }.

وعلينا أن نتحلى بصبر أولى العزم من الرسل على مشاق الدعوة إلى الله، وما تحملوه من أذى في سبيل ذلك، وما أنزل من الله على نبيه ﷺ يدعوه فيه إلى الصبر، قال تعالى: { فأصبر كما صبر أولو العزم من الرسل }، ليجزيهم الله بغير حساب.
أحدث أقدم