المشهد المحـــــ(بوب)ــــذوف

ايمان علي


كتبت:  إيمان علي 


لم تكن تلك الخشبة عادية أبدًا في عيني؛ تحيطها هالة جذَّابة للغاية.. أقاوم رغبة جامحة في الصعود الذي حدث بالفعل في مخيلتي.. أتحرك الآن.. يداي وجسدي حُرَّان إلى أقصى حد.. أمتزج بالموسيقى الهادئة التى لا يسمعها غيري..


لا أعرف من أين استحضر عقلي تلك الشرائط الحريرية البيضاء التي أمسكها بيدي الآن ولكنها جميلة للغاية وتضيف إلى المشهد.

 قفزة دائرية ناعمة.. والقليل الكافى من الإضاءة..


يجب على عيني أن تستدير الآن حتى لا أُفرِّط في ذلك المشهد الرائع الذي يجتاح مخيلتي بغير إرادة منى ولا مقصد. تستدير عيني لأرى مدرجًا خشبيًّا يخلو تماما من الجميع سواي، يلتف حول مسرح خشبي صغير، أو قد يبدو لك كشخص لم تحظ فيها بوميض من ذكريات المسرح الجامعي بعد أنها قاعة محاضرات عادية.


عندي ما يكفيني ولعله لن يكفى غيري من الأسباب لجمح تلك الرغبة في المشاركة مجدداً في المسرح.

ولكن الهالة هي ما يثيرني ويدفعني للتفكير، أنا من صنعت تلك الهالة وأنا الآن حبيستها !


 يتخلل لفائفَ دماغي الآن سؤالٌ، خارقًا إياها مُمزِقًا ما حاولت إرساله من الأفكار المشتتة؛ هل أنا من صنعت تلك الهالة و أصنع من جسدي سجناً ومن عقلى ممرَّ الهروب؟

هل نحن البشر مَن نُوجِد ما نرى؟ أم نرى فقط ما قد وُجِد بالفعل؟


في كتاب قوة عقلك الباطن ل"چوزيف مورفي" يتحدث الكاتب في أحد فصوله عن "الفوبيا" ويزعم أنها بجميع أنواعها نتاج أفكار و صور مخزنة في عقلك الباطن الذى صدقها إلى الحد الذي سأوضحه الآن: 


مثلا شخص ما يعاني من فوبيا من البحر؛ الصور والكلمات المخرنة عن البحر في عقله الباطن هي "موت-غرق-ضجيج ووو" ، ما إن يحاول الاقتراب منه فإن جسده وقوى عقله كلها تمنعه من الاقتراب لما يصدقه العقل في ذلك؛ فيبدأ فى إرهابك و صنع لوحة مخيفة وأجواء مرعبة تبعدك عنه.. و إن تجاوزت ذلك فيبدأ فورًا في تنفيذ الخطة باء، و يبدأ جسدك بالانتفاض و الرعشة الهستيرية و آلام تقسم أنها موجودة وفي بعض الحالات يصل الوضع إلى فقدان الوعى!


ففي رأيي أننا على الأحرى نعيش فيما نخزن من الأفكار، وماهية الأشياء لا تتعدى كونها ديكورًا يختلف في وصفه وشكله والمشاعر المرتبطة به من شخص لآخر اختلاف البصمات بيننا جميعا.


قدرات عقلك الباطن في الإخراج على الأحرى تفوق ما صنعه "مارتن برست" في فيلمه الشهير scent of a woman.

موسيقى..

إضاءة.. 

فيض من المشاعر..

أكشن..

 و ها قد تحول كل شئ لما يريدك أن تراه، لتعيش فيما هو مُخَزَّن و مُصَدَّق.

راقب مدخلاتك جيِّدًا؛ لأنك أنت مَن تصنع عالمك الخاص.

أحدث أقدم