والله لسه بدري يا شهر الصيام .. الثلث الأخير طوق النجاة

والله لسه بدري يا شهر الصيام 


استقبلنا بالأمس شهر رمضان فى فرح وسرور، وسرعان ما مرت الأيام المباركة سريعا، وآذنت بالغروب شمسه، فلم يبقَ إلا ثلثه الأخير التى أوصانا بها النبى ﷺ، فتكتب فى ليلة القدر آجال العباد وأعمالهم وأرزاقهم للعام القادم.

فكان للثلث الأخير مكانة خاصة عند النبي ، فيجتهد فيه عن غيرها من الأيام، ويكثر من الطاعات والذكر، ويهجر فراشه معتكفا حتى يدرك ليلة القدر، وكان ﷺ يكثر من الدعاء فيه ويقول: (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني).

وفضل شهر رمضان وكرماته ليس مادى فحسب، وإنما معنوى أنزلت فيه جميع الكتب السماوية من عند الله، فأنزل فى ثلثه الأخير القرآن الكريم لأربع وعشرين خلت من رمضان أى ليلة خمس وعشرين، ونُزل التوراة وصحف إبراهيم فى أوله، ونُزل فى وسطه الإنجيل.

فعندما أنزل القرآن على النبي محمد ﷺ ، وأخُبر بموعد ليلة القدر ثم أنساها لحكمة إلهية، فحكمة الله تعالى تسوق الإنسان دائما إلى الخير، فإذا كانت ليلة القدر معلومة ومحددة لأكثر المؤمنين فيها العبادة عن غيرها، وأرشدنا أن نتلمس الليالي الوترية من العشر الأواخر من شهر رمضان.

فقد كان النبي يبشر الصحابة به، وروى أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: دخل رمضان فقال رسول الله ﷺ: (إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا محروم) " رواه ابن ماجه ".

Post a Comment

أحدث أقدم