خلق الله سبحانه وتعالى النهار للعمل والعبادة وليس للكسل والنوم، فالعمل خلال شهر رمضان له قيمة إجتماعية ودينية عظيمة، وما أحوج الإنسان خلال شهر رمضان للعبادة والتقرب إلى الله تعالى، وهو بالعمل يحصل على ذلك، فإن الصوم عبادة، والعبادة لا تؤدى أثناء النوم، وإنما فى العمل والإنجاز.
فإن النوم خلال شهر رمضان يبعث على الكسل والخمول، ويؤدي كذلك إلى الإحساس بالتعب النفسي والجسدي، فقد جاءت أحاديث عن النبي ﷺ تبين أن العمل فى رمضان له فضل عظيم، ويثاب عليه صاحبه متى سعى لتحصيل رزقه قاصدا وجه الله، ومثلما كان للعمل فائدة مادية ومجتمعية، فإن له ثوابا عند الله سبحانه وتعالى، فهو السلوك الذى إقترن بالعبادة.
▪︎ إفطار أصحاب المهن الشاقة والمسافرين جائز ولكن
تختلف الأعمال التى يقوم بها الأشخاص بحسب طبيعة العمل وأهميته للفرد وللمجتمع ومقدار الجهد الذى يبذله فيه، فيجوز لأصحاب المهن الشاقة الإفطار فى رمضان، كعمال البناء والحمالين أو الذين يعملون فى المناجم والمحاجر فى الحر الشديد لكسب الرزق.
ولا يستطيع التخلي عنه فى نهار شهر رمضان، لحاجته أو لحاجة من يعول، فإن كان العامل لا يمكنه تأجيل عمله الشاق لما بعد رمضان أو جعله فى ليله، فإن الصيام لا يجب عليه فى أيام شهر رمضان، ولكن يجب عليه إيقاع نية الصيام من الليل، ولا يفطر إلا فى اليوم الذى يغلب عليه فيه العطش والجوع نتيجة للحر الشديد، والجهد المبذول الذى لا يستطيع معه الصيام.
▪︎ السفر الشاق مانع من وجوب الصيام
يسر الله سبحانه وتعالى على المسافرين الإفطار فى شهر رمضان رحمة منه على عبادة، وإن صام فلا بأس، قال تعالى: { ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر }. (البقرة : 185)
فالإفطار رخصة من الله عز وجل للمسافرين، فإذا شق عليه الصوم، فلا حرج عليه، وروي عن النبي ﷺ أنه قال: " إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته ".
إرسال تعليق