![]() |
جانب من رسومات رحاب الرائعة |
كتب – محمد نادر
يعدّ التمكُّن من الفن بألوانه الكثيرة
مطلباً لمعظم الناس؛ ومن بين أولاء الفنون الكثيرة يرتقى فن الرسم، ذلك اللون
الراقي الذي يشغل كثيرا من الناس لا سيّما الفتيات، ولا شك عندنا جميعا أنه فن له منزلته بين سائر
الأعمال فكثيراً ما يتملكُنا الحس الفني للمسك بالفرشاة والسير بها بين أحشاء
الأوراق والوريقات، فمن امتلك الملكَة خُلّدت أعماله و رُوعت، ومن كان غير ذلك لم
تكن لأعماله قيمة.
ثم أنه لتعدد المواهب والعمل على تنميتها
جميعا عظيم الأثر؛ ومن النماذج المشرّفة في ذلك المجال فتاة هي جزائرية، طاب منبتها
وترعرعت بمواهب عدة، جمعت بها صناعات عديدة، بدأت بها من مستوى متدني، وبالعمل
المستمر والتطلع للمستوى الأفضل تحسّنت.
زكريني رحاب الاسلام (20 سنة ) فتاة جزائرية قلّما أن نجد
لها شبيه ، ومع أنها قد تفوقت في فنون الرسم والخط ، كذلك وَعت جيدا سبل التفوق والنجاح ،واجتازت بتلك السبل شوطا
كبيرا في مشوار حلمها.
![]() |
ابداع رحاب في الرسم |
بداية رحاب من الصفر ووصولها للقمة
بدأت رحاب مشوارها في تثقيل موهبتها منذ
نعومة أظافرها، كانت ترسم عن حب ولوع بالرسم، فبدأت برسماتٍ
بسيطة اقتبستها من أفلام الكارتون والرسمات البسيطة ، ثم بالتدريب الذاتي وبالاهتمام
بموهبتها استطاعت اجتياز مراحل متتالية بعد ذلك إلى أن أتقنت إلى حد ما هذا الفن ،
وخرجَت برسومات أخيرة من دائرة الهواة إلى المتمرسين والمبدعين؛ فهي الآن
تستطيع أن ترسم أفضل بكثير من ذي قبل بل تستطيع أيضا أن ترسم الأشخاص والأشياء في
وقت قياسي قد لا يطول عن الثلاث ساعات (3) وهوا ما يميزها عن غيرها من المبدعين أيضا.
![]() |
ترسم ببراعة شديدة |
سلاح رحاب في الوصول لهدفها
رحاب فتاة مؤمنة بتقدير الله لها أمورها،
واثقة من عطائه، توكلت أولاً على خالقها، فهيأ لها نفسها وقلمها ثم هيأ لها مِن ذَويها مَن يشجعونها فاحتمت بتشجيعهم من أمواج
الإحباط التي كانت تلقيها لها نفوس الحاقدين، فاجتازت بفضل الله وبفضل ما اعتقدته وما
عملت به.
وتقول رحاب عن ذلك: "الحمد لله لم أواجه
حتى صعوبات، لا أذكر ذلك، لأنني عندما أحب شيء لا أكترث.. فقط هناك أشخاص ناقدين
بدون أي سبب، يحبون تحطيم المعنويات؛ ومنهم أستاذ في الجامعة عندما كنت في امتحان وعندما
انتهيت جلست أرسم ما كان امامي "قارورة ماء" بالرغم من أن شكلها كان
جيدا ورسمتها في دقيقتين وبقلم جاف فقط إلا أنه كتب لي فيها "رسم لا ابداع
فيها" وطريقة تحدثه ولغة جسده كانت سيئة هذا ما بقي في بالي ومواقف أخرى من
الناس لا افهمها ".
![]() |
رحاب تتمتع بمواهب متعددة |
ولكنها أيضا ذكرَت سبب تبديدها لتلك
الإحباطات والدافع الذي أقواها في مسيرتها فتقول: "الحمد لله عائلتي تشجعني باستمرار منذ بداياتي، حتى عندما كان مستواي عاديا
أي لم يكن بتلك الروعة، كانوا ينبهرون برسوماتي "امي ، اخوتي و قليل من
أصدقائي يشجعونني باستمرار أيضا".
ثم تستأنف: "سر تقدمي هو أنني أرسم
باستمرار واكتشف الأخطاء وأصححها في رسومات مقبلة وهكذا حتى تعلمت بنفسي فقط، لم
أدخل معاهد أو تعلمت من مكان ما أو فيديوهات، أحب التجربة بنفسي حتى التعلم".
![]() |
تبدع رحاب في رسم شخصيا الكارتون |
رحاب الآن
تمتلك رحاب الآن شخصية فنية قوية، تستطيع
الرسم بالأقلام الخشبية، الزيتية والمائية أيضاً كما أنها
تستطيع الكتابة بالخط العربي بطريقة جميلة وبشكل ممتاز، كما تستطيع رسم الوجوه والمناظر الطبيعية والجماد، وكل هذا بشكل مهذب يريح النفس.
![]() |
تحاول رحاب رصد الهوية العربية والفلسطينية في رسوماتها |
أحلام رحاب
تريد رحاب كما الفنانين أن يكون لها معرضا
وأن تشارك برسماتها في المسابقات الدولية ولا أراه
بعيدا عليها إن واظبت على تقدمها، كما أنها لو أدركت أن الخطوات القادمة كثيرة فلم تكتفي بما قدمت بل واظبت وطوّرت من نفسها لنسمعنّ عنها في السنين المقبلة
تثير كتب هذا المجال من الفن وليعلو شأنها
ويزهر
.
![]() |
ترسم الأطفال كذلك ببراعة |
رسالة فنانة
توجه رحاب العديد من رسائل الشكر تقول: "كلمتي الأخيرة لكل من ساندني من أهلي وأصدقائي الذين يشجعوني دائما شكرا
جزيلا و الشكر لله سبحانه وتعالى أولا على كل شيء ثم لنفسي و أخبرها أنني سأصبح
شيئا رائعا مستقبلا باذن الله".
كل التحية لتلك الفنانة وسيكون ما تحلم به
قريبا إن شاء الله.