"رحلات تاريخية بقطارات ساحرة " تاريخ السكك الحديدية بإنجلترا

كتبت - مريم محمود 

 

كانت إنجلترا هي أول من قام باستخدام السكك الحديدية لأول مرة في التاريخ عام 1789 ثم عم استخدامها في جميع البلاد . وكانت القطارات في اوائل استخدامها تعمل بالفحم ،حيث كان هو مصدر الطاقة لها ، فهو يقوم بدوره في تسخين خزان الماء فى القاطرة  ، فيتولد بخار ماء شديد الضغط يقوم بدفع آلة بخارية تقوم بتحرك عجلات القطار . وتعددت من بعد ذلك طرق تحريك القطارات ، فقمنا باستخدام المحركات الكهربية و الديزل ......إلخ ،و غيرها من الطرق الحارسة للبيئة.

 

خط السكة الحديدية " لنتون و بارنستابل "

هي سكة حديدية مستقلة ، ذات مسار واحد ، تقع عبر المنطقة الوعرة والخلابة " لإكسمور" في شمال ديفون بإنجلترا . تم افتتاحها 11 مايو عام 1898 وتم بناؤها من قِبل المهندس " جيمس زلمبر " ولكن تم إغلاقها لاسباب عديدة . علي الرغم من إفتتاحها بعد دخول قانون السكك الحديدية الخفيفة عام 1896 حيز التنفيذ إلا انه تم ترخيصه وشُيد قبل هذا القانون ، لذلك تم تفويضها بموجب قانون البرلمان الخاص ببنائه وفقاً لمعايير أعلي و أكثر تكلفة في هذا الوقت من السكك الحديدية المماثلة لها . حصل الخط علي عائد متواضع للمساهمين و بدء في الخسارة عام 1923 ، ثم تم الإستلاء عليه من قبل السكك الحديدية الجنوبية حتي تم إغلاقه في النهاية سبتمبر 1935 ، وتم وضع إكليل من الزهور يحمل عبارة " ربما لم تمت".

 

الخط الأول من الإعادة 

 

كان الخط الأول الذي أٌعيد هو " ويلز " ف شمال تاليليان و أُغلق عام 1950 ثم اعيد فتحه في عام 1951 بعد حملة قام بها مؤلف السكك الحديدية " LTC Rolt"،     تشغل معظم خطوط السكك الحديدية تذكرة " روفر " التي تتيح لك الصعود والنزول في مسارها طول اليوم و يتراوح ابسط خيار للتذكرة بين 10 – 35 جنيهاً استلينينياً حسب طول الخط . من السهل قضاء يوم كامل على متن القطار، حيث تميل القطارات إلي التمشي بمعدل (25 ميل في الساعة ) مع الاستمتاع بمشاهدة سحب البخار من المحرك وهي تطفو مرة أُخري خلف نافذة العربة مع الإستماع للإيقاع التي تحدثه عجلات القطار .

 

قطار جاكوبايت البخاري 

 

يُعرف قطار "جاكوبايت أيضاً باسم القطار السريع " هوغورتس إكسبريس " الذي ينطلق بك في رحلة من أروع الرحلات التي يمكن أن تقضيها ، حيث يتجه بك إلي الوجهات الأسكتلندية ذات المناظر الطبيعية الخلابة . تبدء الرحلة من قرية فورت ويليام التي تقع في ظلال جبل " بين نيفس " الذي يُعتبر أعلى جبل في بريطانيا ، مروراً بين التلال المكسوة بالثلوج والبحيرات العميقة متجهاً إلى بلدة " مالايغ " المميزة التي تشتهر بصيد الأسماك. ومن هناك، يعبر الخط جسر جلينفينان المهيب الذي يتكوّن من 21 قوساً وسط إطلالات خلابة على بحيرة لوخ شيل أعمق بحيرة ملحية في أوروبا والجبال المحيطة بها، قبل التوقف في متحف محطة جلينفينان لاستكشاف التراث العريق للسكك الحديدية في المنطقة . قبل التوجه إلى أحد متاجر مالايغ للأسماك لتذوق المأكولات البحرية الطازجة.

 

خط السكة الحديدية " ساتل كارلابل " 

 

يمر هذا الخط على " يوركشاير ديلز ونورث بينينز " في رحلة مميزة جداً . يعود تاريخ هذا الخط إلى منتصف القرن التاسع عشر ، فهو يمتد علي مسافة تقرب نحو 73 ميلاً ،و يضم أنفاقاً وجسوراً بارزة ، كما كان آخر خط سكة حديدية رئيسي تم بناؤه يدوياً بالكامل . تبدء الرحلة بمرور القطار فوق جسر ريبلهيد الأيقوني وعبر مجموعة من الأراضي البرية الغنّاء لتحظى بمغامرة مميزة. تتميز رحلة هذا القطار بأنه تعمل خدمات قطار الديزل اليومية على الخط الرئيسي، في حين يتولى المشغلون المتخصصون أيضاً تسيير قاطرات بخارية كلاسيكية في أيام محددة من العام. واحتفاءً بإعادة فتح هذا الخط، تتوفّر خدمة رحلة صيفية خاصة ، وهي خدمة جديدة حيث يتم استئجار قطار من الدرجة الأولى مع الحفاظ على التباعد الاجتماعي وينطلق بين سكيبتون وساتل وآبلبي، بدءاً من منتصف يوليو حتى منتصف سبتمبر.

 

خط السكة الحديدية  " بلوبيل "

 

هذا الخط متميز عن باقي الخطوط بكونه أول خط سكة حديدية تراثي تم الحفاظ عليه في بريطانيا ، فهو يتضمن مجموعة رائعة من القاطرات البخارية القديمة التي تنطلق على مسافة 11 ميلاً في ريف ساسكس الجميل. قامت هذه القطارات باستئناف حركتها في 5 أغسطس 2020 بعد أن تطابقت معايرها مع معيار "صالح للعمل" ، وبالتالي سيتمكن عشاق السكك الحديدية من الانطلاق بتجربة لا مثيل لها على متن هذه القطارات المعاد ابتكارها والسفر عبر التاريخ بين ثمانينيات القرن التاسع عشر وستينيات القرن الماضي.