![]() |
فتاة مصابة بالتوحد |
كتبت - إيمان رأفت
من الشائع جدا أن يكره الناس طبيب الأسنان أو يخافونه، قد يبدو غريبا أنني اعرف عدد الأيام بالضبط التي تفصلني عن موعد لقائي مع أخصائي صحة الأسنان فهم ف غضون ١٢ يوم فقط، بالنسبة لي هذه المواعيد تعتبر أكثر تعقيدا لأسباب مختلفة، هكذا بدأت فتاة حديثها عن تجربتها مع التوحد.
وقالت الفتاة: "في كل مرة يخطر ببالك تذكر تلك المواعيد تشعر بالضيق والقلق ومع ذلك يأتي بالغثيان والارتعاش، تخيل بأنك تشعر بهذا الشعور عشرات المرات كل يوم والسبب في ذلك تذكرك أن موعدك مع طبيب الأسنان خلال أيام قليلة".
وأضافت: "بعض الاحداث التي تمر في ذلك الموعد لا استطيع محوها من ذاكرتي... نصف ساعة بدون حركة، القفازات التي تترك طعم سئ في فمي، الآلات الصاخبة التي تسبب ألم لاذني وأسناني... هذا هو الجحيم بالنسبة لشخص مصاب بالتوحد".
وتابعت: "ليس هذا الموعد فقط صعبا، فالاتصال بالطبيب يكون مربكا جدا لأنني أكره إجراء مكالمة هاتفية، فأنا أكافح من أجل توضيح المشكلة ومن أجل إخراج كلماتي، فإذا تمكنت من تحديد موعد مع طبيب عادة ما يكون بمساعدة أمي".
الكثير من المصابين بالتوحد يعانون من صعوبات الإدراك الداخلي وهذا يُصعِّب علينا التعرف علي المشاعر المختلفة في أجسادنا.
كما أنه وجدت دراسة أجريت عام ٢.٢٢ أن ٨٠٪ من البالغين المصابين بالتوحد يجدون صعوبة في الذهاب للطبيب عند الحاجه إلى ذلك، ومما يثير القلق أن ٣٤٪ لم يحصلو علي علاج لحالة قد تكون خطيرة للغاية ومهددة للحياة.
أسباب ذلك كثيرة، فغالبا يتعذر الوصول إلى الرعاية الصحية للأشخاص المصابين بالتوحد لأسباب منها.. صعوبة حجز المواعيد أو صعوبة توصيل المشكله إلى ممارس الرعاية الصحية أو الشعور بالحكم.
فعدم إمكانية الوصول تمنع المصابين بالتوحد من الحصول على الرعاية الصحية الملائمة لحالتهم.
نحن في أمس الحاجة إلي تغيير الرعاية الصحية، يبدأ هذا بالمتخصصين الذين لديهم فهم سليم لمرض التوحد، نحتاج أيضا إلى محترفين لفهم أننا لا نستطيع فعل شئ ما، علي سبيل المثال أنا اصف نوع الألم وموقعه هو شئ لايمكنني فعله.
ليس فقط المحترفون هم من يحتاجون إلى التكيف أنها بيئاتنا أيضا، يجب أن تكون هذه في متناول الأشخاص المصابين بالتوحد، نحتاج لموسيقي هادئة، نحتاج لإضائة لا تكون ساطعة للغاية، وبحاجة إلى القدره علي اجتياز هذا الموعد دون الشعور بالإرهاق من الحمل الحسي الزائد.
بعض هذه التعديلات ستجعل حياتنا أسهل مئة مرة، وأعلم أن موعدي القادم سيأتي ويذهب ومن الممكن أن أتجاوز الأمر ربما من خلال إلهاء نفسي بالتفكير في اشياء لطيفه أخري.