كتب – محمد نادر
لم تكد تخرج نتيجة الثانوية العامة الى النور
حتى وجدنا هتافات واستغاثات ومعاتبات من طلاب الثانوية والأهالي.
حسرة وفرحة تتنقل بين وجوه الطلاب، ندم على
مجهود لم يبذل أو مجهود بذل وتواري وبُدّل وغيّر عن قصد أو خطأ.
لا شك أنها سنة فاصلة قضى لأجلها الطالب أعوام،
يسهر ويذاكر؛ إنها محصلة سنين كثيرة دفع في تلك السنين الأهلُ المال ودفع الطلاب
الوقت والمجهود، سواءٌ لقوا لذاك البذل مقابل أو سيلقوه.
قال تعالى "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى..
وأن سعيَه سوف يُري، ثم يجزاه الجزاء الأوفى"، لذلك لا ينبغي لمن لم يلقى
جزاء فعله أن يقلق على تعبِه فلسوف يراه ولكن ليحتسب ويصبر.
الثانوية العامة ليست مقياساً للمستقبل الشخصي:
كثيرا ما نسمع عمّن أدرك إحدى كليات القمة
ولكنه لم يتميز فيها ولم يجتهد - وهم قليل - فكنّ في قاع صاحبي التخصصات
المتخرّجين من تلك الكليات، ولطالما عرفنا وتشرَّفنا بخريجي كليات (الشعب) فكان
منهم المستشارين وأساتذة الجامعات والمحاسبين في كبرى الشركات فأبداً لم ولن تكون
نتيجة مرحلة ما عثرة في طريق التفوق في باقي المراحل.
والمتفوق في تلك المرحلة الفارقة الذي ذاكر
واجتهد وهو يعرف في قرارة نفسه أنه فعل ما ينبغي عليه أن يفعل وظلم في تقدير
الأوراق فلا يبتئس وعليه ألّا يكف عن العطاء الذي سيثاب عليه حتما يوماً ما، أمّا
من غرته نفسه واستهان فلا يكمل طريق الفشل بل عليه أن ينهض ويجتهد في المرحلة
الجامعية ليكون من نخبة تلك المرحلة، فالطريق لم ينتهي بعد، بل كاد يبدأ، واعملوا
ف " كل ميسّر لما خُلق له ".
دور وزارة التربية والتعليم في نتيجة الثانوية:
لا نستطيع أن ننكر أنّ تلك الدفعة من طلاب
المرحلة الثانوية لم تُقدم لهم عوامل الراحة فلقد كانوا وللأسف في (مَفرمة) تغيير
نظام التعليم - اختلفنا أو اتفقنا عن جودة النظام الجديد - ولكنهم كانوا نتاج
تجربة ستنجح بإذن الله، فلن تذهب تضحيتهم سدى.
وأنني عن رأيي لقد قامت المؤسسة بدور فعال في
تهدئتهم وبعث الأمل في نفوسهم، فرغم المحاولات الدائمة لإظهار عجز وفشل المنظومة
التعليمية إلّا أنه من الواضح أنها تعمل على تبطيل تلك الإدعائات المخرِّبة
بالواقع.
لذلك قام وزير التربية والتعليم ببسط وتهدئة
الأوضاع التي غولطت وأوضح أنه لا داعي للقلق
لذلك ينبغي عليّ ان أنوّه لمعلومة مهمة قد
تغفل على كثير منّا:
(لا ينبغي أن ننقاد وراء
الأخبار الغير رسمية أياً كان مصدرها، ولكن علينا أن نبحث عن المصدر الرسمي وان
كان لا بد فلنتأكد من صحة الخبر قبل أن نواتره).
التعليم العالي ودوره في تحسين الأوضاع:
بالرغم من انخفاض التنسيق وتدني المجاميع
والذي لن يختلف كثيرا عن السنوات السابقة، سيكون للجامعات الجديدة التي تبنتها وزارة
التعليم العالي دور فعال في توفير فرص أكثر للطلاب.
رسالة تهنئة ورسالة تشجيع:
سواء كنت عزيزي القارئ طالب أو ولي أمر:
قال الشافعي : " ولا تجزع لحادثة
الليالي .. فما لحوادث الدنيا بقاء "
وقال أحد الحكماء " لا تحزن لما فات ،
إلّا لتجتهد فيما هو آت "
اجتهدتَ وأثمرت جهودك - داوم
على الاجتهاد
لم تجتهد لأياً كانَ السبب - لا تيأس وازرع من جديد علّك ترى ثماراً بعد
سنواتٍ معدودات .
" وكم يسرٍ أتى من بعد عسر ..... ففرج كربة
القلب الشجي "