كتب – محمد نادر
بين الحين والأخرى أرى أطياف منها تحضر ثم
تقترب منّي فتهمس لاذناي، وتدندن: أني أحبك، فأحيانا أصدّقها وأحيانا أستنكر ما
تقول، كيف ولِم أنا، وكيف وأنت من أنت؟!
ثم أعود بعد تعارك أفكاري إليها لأرى في
عينيها بريق الحب، وأسمع في صوتها همساً حنونا، وأقرأ في رسائلها مزيج العطف
والخوف المغطيان بطبقتي الغيرة والثقة، خليط من الأحاسيس تتركه بقلبي يصعب وصفه.
نتحدث عن مستقبلنا معاً فأري منها أملاً
فأشعر به وأجاريها، فنبني منازل في الخيال ونعيش فيها، ونحزن عندما نرجع منها
لبيوتنا في الواقع، ويمر يوماً إثر يوم ونفرح ونحزن ونتشاجر ونتشارك الأغاني
والمقاطع المفضّلة المضحكة والحزينة.
ما أجمل الحب! وما ألطف أن يكون للشخص سندا
في الحياة يتكاتف كل امرئ بصاحبه، وما أجمل من الشعور بتعويض الله لنا، فنتذكر
قوله تعالى: " إنّما يُوَفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب".
من بين الموضوعات الدائرة في خاطري والتي
أريد الكتابة فيها وعنها اختار عقلي أن أكتب لتلك الفتاة التي انتشلتني من غياهب
الوَحشة وانتشلت الحزن من صدري – معظم الأوقات -أردت أن أكتب عنها لأشكر لها ما
قدَّمت لي، ولكن تعجز مخيّلتي أحيانا عن إيجاد العبارات الملائمة عندما تكون الموضوعات
التي أكتب عنها محسوسة ولها طائلة بي ولكنّي أردت فقط أن أكتب لها رسالة شكر
وتقدير عن حبها ثم عن تفهمها تقصيري في الاهتمام بها، أقول:
حبيبتي: لم يقدِّم إلي قلبٌ قبلك ما قدمتِ،
الله يشهد بما لك في قلبي من منزلة، وإني لا أحب
شيئا في عمري أكثر من أن أستقوَي بِك على أيامي،
وان أستقوِي دعائي بدعائك والله أعلم
بحالي.
وقد كتبت عنها منذ فترة أنها:
" ذات قلبٍ رحيم، وعقل رشيد،
سفيرة الأمل، ووسيطة السلام؛ منظرها حسن، وروحها حسنة، وخلقها أحسن وهي كالقمر
ينظر إليه ولا ينال، هي خيرُ منْ عرفتُ خُلقا وأدبا وطلاوة بحق خالقها، هي من هي
في حسنها، لا تجاريها إحداهن إلا أنهكت، ولا ينفع تقييم أحد لها اعطائها حقها، خلقها
مولاها فحسّنها وميّزها وأوثق فيها من صفاته، وجعلها سراجا للتائهين، نورا
للمستضيئين".
أخيرا أريد أن أقول لها: يا أم نفسي أنت زينة
أيامي التي أعيشها، وأنت نور عقلي وسماء حبي، وحال سكوتي.
شكرا لك على حبك ، حفظك الله لي ولا أراني
فيك مكروها .