مدد يا سيدنا الحسين مدد

 


 

قررت أن اذهب إلى مسجد الحسين خاصة وانا في اشتياق وشغف لرؤية ما حل به من تجديدات، وعيناي تملؤاها الحماسة رغم قلة نومي، لكن يبدو ان الله عندما نسعى للخير يعطينا قوة لا ندري من أين أتت ويعينننا وبشدة على فعل كل خير..

 

كان الطريق سلسًا إنه يوم الجمعة، عيد وأفضل أيام الأسبوع، أحاول أن استشعر قيمة اليوم في نفسي كما أحاول كل أسبوع، الأجواء روحانيًا رغم الجو شديد الحرارة، لكن ثمة نفحات تعانق روحك وتشعرك بسكينة لا مثيل لها في أيام الأسبوع الأخرى..

 

المشهد الأول..

 

رغم الازدحام حاولت ان اخطف عيني لأتعمق في وجوه الآخرين، ثمة وجوه اجنبية وعربية وجنسيات مختلفة، بل هناك أشخاص أتوا من محافظات أخرى وكلهم شغف وحماسة رهيبة لزيارة الحسين والمناطق المحيطة به.

 

المشهد الثاني..

 

مشهد لم يتغير وكما توقعت، ظننت في البداية للؤهلة بأن ثمة تصرفات سوف تتغير في هذا المسجد لم تعجبني كلما أزوره، لكن رغم التجديدات وما حل بالمسجد ثمة أشخاص لا يزالوا يقومون بتصرفات غريبة لا تليق بحرمة المسجد، هناك من يقبل الجدران والأضرحة وكل ما يوجد بالمسجد من أشياء.

 

هناك من يتوسل وبشدة وكأنه اتخذه أكثر من وسيط ليتوسل إليه إلى الله، وهناك من يتحدث في هاتفه، وهناك من يلتقط الكثير من الصور، هناك من ينام، وهناك نساء "تزغرط" فرحًا لزيارة الأمام!




المشهد الثالث..

 

كنت ابحث عن لوحة لنسل الرسول، كلما زرت المسجد من قبل أراها واتأملها واتوقف للحظات لديها، لم أراها هذه المرة ورغم تلك التجديدات الرائعة بلا شك لكنها قضت على ذكريات ارتبط الكثير منا بهذا المسجد.

 

المشهد الرابع..

 

رغم وجود كل هذه المشاهد، أعجبني بشدة سعي الموظفين الدؤوب لتنظيم وتنظيف المكان لحظة بلحظة، ويبدو أن نظافة المكان أثلجت صدري قليلاً، ثمة راحة لمستها في هذا المسجد رغم كل هذا الضجيج، ثمة شيء روحاني كان يلامس روحي، توقف الوقت لم أبالي لدقات الساعات، حتى رأيت المؤذن يؤذن للصلاة.

 

المشهد الخامس..

 

بعد الانتهاء من الصلاة وبينما سارع الجميع لرؤية ضريح الإمام، جلست وأنا استمع لتلاوة الشيخ وهو يتلو القرآن بصوته العذب، خطفني الصوت كثيرًا، وجعلني استشعر قيمة وعظمة الله، صوته كان يدخل القلوب بلا استئذان، صوته به شيئًا يجعلك تردد معه في سعادة شديدة.

 

المشهد السادس..

 

بعد الانتهاء من الصلاة ما أروعه مشهد، وكأننا حقًا في عيد، يبدو أن افعالنا لو كانت رائعة ستجعل أيامنا كلها كعيد، في الخارج وجدنا من يقم بتوزيع المأكولات والمشروبات على الفقراء وعلى أي شخص يخرج من المسجد أو يسير حول أسواره.

 

رغم أعباء الحياة وامواجها وتياراتها العتيقة، ما أجمل أن تخطف نفسك للحظات لكي تسمو بروحك، تأخذ نفسك في رحلة مع الله..

أحدث أقدم