الأشياء التي تُحرك أرواحنا تجاه الحياة

 


 

كتب – علي الحربي

 

هل تساءلت في نفسك من قبل، وأنت في أشد الظروف قسوة، عن الشيء الوحيد الذي إن ملكته، قد يكون كفيلًا بأن يغير عالمك كله دفعًة واحدة للأفضل، لتكون أكثر الناس سعادًة وراحة؟

 

وإن كنت قد تساءلت بالفعل، هل وجدت هذا الشيء الخفي في نفسك، أم لم تستطع التعرف عليه؟

 

يضيع الكثيرون مِنا في دوامة الروتينية المُطلقة، يدورون في حلقات مفرغة توشك على اللانهاية، مُجردين من الرغبة والحلم، مُجردين من الطموح والغاية، وهو ما قد يجعلهم أشخاصًا مُجردين تمامًا، حتى من الحواس، فالإنسان الحالم الذي يرنو نحو شيء ما، تعمل كل الحواس لديه علي أكمل الوجه والصورة، دون شحوب أو ضعف في أٍي منها.

 

يستلطف النسيم، ويلمس المطر، وتتحسس قدماه الحرية علي رمال شاطئ البحر الكبير، ويختلف العالم، يختلف كثيرًا عندما نحلم، تدفعنا الأحلام لأن نُبصر كل آيات الجمال التي تُطوق دُنيانا، إلى جانب البأس والقوة التي تنمو فينا لنُجابه بها الصعاب، وتُضفي على حياتنا القيمة، وهو أكثر ما نتساءل عنه في أنفسنا أغلب الأحيان " ما القيمة الحقيقية من وراء سعينا وعيشنا لهذه الحياة؟ "

 

إن امتلاك الإنسان لشيء يرغبه وبشدة، يختصر عليه أعوامًا طويلة من الضياع والفشل، يُنقذه من أصفار الإنجازات والانتصارات الكبيرة، إلى تحقيق الذات والوصول إلي أكثر أشكال الحياة إرضاءً لنفسه، وتتحول العثرات والمساوئ والمواقف المؤذية، إلي حوافز نشطة تجعله لا يكِل أيًا كان الذي يتعرض له.

 

وأيًا كان الذي يعترضه، إنه الحلم الشهي العظيم، الشيء الوحيد الذي قد يُنقذ كل شيء، ويغير طريقة وزاوية نظرتنا إلي الحياة، إنه أكثر الأشياء التي علينا أن نبحث عنها في الداخل، وفور وصولنا لها فلا مُتسع لأمر آخر سوى السعي، فقط من أجل تلك الجلسة التي يجلسها الإنسان، وقد أراح ظهره للخلف مُبتسمًا، وكله شعور بالرضا والسلام، لأنه قد وصل إلي تلك النهاية المثالية، إلي أكثر الأشياء التي كانت ومازالت تُحرك روحه نحو الحياة.

أحدث أقدم