الحوجة

 

الاحتياج للآخرين

 

كتب – عبد الرحمن خليل

 

لا شك أن الجميع يحتاج إلى الله سبحانه وتعالى في شتى ضروب الحياة في الدنيا والآخرة، ولكن لا يوجد إنسان كامل لأن الله سبحانه وتعالى خص صفت الكمال لله وحده سبحانه وتعالى، لذلك كل انسان منا في هذه الحياة يحتاج إلى الآخر في كل شيء.

 

منا من يحتاج إلى من يوصله في إلي المكان الذي يريد الوصول إليه ومنا من يحتاج إلى من يساعده على حمل اشياء يريد حملها، ومن يريد المساعدة المالية لكي يوفر لقمة العيش ومن يريد المساعدة في الحصول على وظيفة لكي يحصل على راتب محترم، ومن يحتاج إلى التدريب المهني أو ألعاب القوى أو الأولمبية أو سباحة أو رماية أو ركوب الخيل.

 

وأخطر أنواع الحوجة هي الحوجة المالية برغم خطورة كل واحدة منها ، قد تجد الطالب من أميز و أنجح الطلاب و لكن لعدم توفر المال يضطر إلى ترك التعليم و العمل لكي يساعد والده أو والدته ، و قد تجد المرأة الأرملة تضطر إلى العمل ليل نهار لتوفير لقمة العيش الكريم لصغارها ، و قد تجد شاب يريد السفر و البحث عن وظيفة و لكن لعدم توفر المال يجلس في البيت.

 

وتجد شخصاً يرى أعز أصدقائه في السوق و لا يستطيع أن يقابله و يسلم عليه و ذلك لعدم توفر المال الذي يكفي ليعزم أعز أصدقائه، و تجد شخصاً يأكل وحيداً لأن أصدقائه ذهبوا ياكلون في مطعم باهظ الثمن ، و غيرها الكثير والكثير و هنا يأتي دور اصحاب النفوس الضعيفة أو بمعنى أصح النفوس المريضة أو الذئاب البشرية ، الذين يستغلون هذه الحالات لقضاء شئ في نفوسهم.

 

منهم من يستغل هذه الحالات لكي يمارس الرذيلة و الفحشاء مع الشخص المحتاج إلى المساعدة ، و منهم من يستغله لكي يمارس الرذيلة مع أهل هذا الشخص، ومنهم من يستغله في اشياء اخرى كثيرة من سرقة و نهب و سلب و غيرها.

 

كل ما ذكرته لكم لا يساوي نقطة في بحر من الجرائم التي يرتكبها أصحاب النفوس المريضة في المحتاجين والفقراء، وهناك من يقدم المساعدة بغرض الخير ويرجو الثواب من الله تعالى وهؤلاء قليل أو كما يقال إلا من رحم ربي، يجب علينا جميعاً الانتباه إلى مثل هذه الحالات.

 

وعلى أولياء الأمور مراقبة أبنائهم وبناتهم وأن يعطوهم المال وكل ما يحتاجونه لكي لا يستغل أحد هذا الضعف، و لكن إن كان الأب لا يملك قوت يومه فمن يستطيع أن يمنع الذئاب البشرية من أن تنهش لحوم الأبناء والبنات؟

 

أحدث أقدم