كتب – عبد الرحمن محيي
لكل منا قيم وسلوكيات نشأ عليها، كبر وهو يعرف تمام المعرفة أن التربية
والخلق الحسن ثوابت المجتمع التي يجب أن يهتم لأمرها، فيخرج مهندسون وأطباء ذوي
خلق حسن وذو مظهر جيد، ولكن سرعان ما مسي الآباء أن يكملوا دورهم في تربية أبناءهم
فأصبحوا لا يحترمون كبير أو يلتمسوا عذرًا له.
أهم ما كان يهتم به الجيل السابق هو أن نعلم جيدًا آداب الحوار وعلى أساسها
يكون سلوكنا مهذب وواجب علينا احترام من هم أكبر سنًا، كان كل ما يشغل بال جيلنا
السابق هو أن نرتب يومًا ليجتمع فيه أفراد العائلة للحديث عن أحوالهم، اللهو
واللعب والجلوس مع بعضهم بعضًا، جيلنا الذي اهتم بتعليمنا قيم ومبادئ هم نشأوا وتربوا
عليها، جيل كان يحث أبناءه على أنه إن جاءت الساعة التاسعة فهذا يعني أنه حان وقت
النوم للاستيقاظ مبكرًا لأداء صلاة الفجر والإفطار، ولكن سرعان ما تغير هذا مع
تغير الأزمنة.
مشكلة الجيل الحالي أنه لم يهتم الاهتمام الكامل والصحيح بعادات جيله
الأسبق، لم يكترثون القواعد التي تعلموها فأخرجوا جيلًا متأثرًا بما حوله، جيلًا
اهتم كل الاهتمام بحقوق الزوج لزوجته والعكس ونسوا ابناءهم. هذا ما جعل ظاهرة
انتشار الأطفال الضائعين بلا مأوى في تزايد مستمر.
أيضًا اهتمام كل فرد من أفراد الجيل الحالي بمواقع التواصل الاجتماعي
بصفحات أثرت بالسلب على عادات وتقاليد الجيل الأسبق، مما أدى إلى تفكك الأسرة.
هذا ما جعل الناس تريد أن تعبر عن رأيها في كل شيء حتى في الدين لأن هناك
صفحات صورت أنه يمكنك أن تعبر عن رأيك في أي شيء.
قلما تجد رجل دين يهتم لدينه ولأنه محمل برسالة علم يجب أن يوصلها للناس
علي أكمل وجه، نحن نحتاج لعمرو بن العاص من جديد، نحتاج لرجال دين يقيموا لائحة
لاتباع النظام وعواقب لمن يخالفها، وهنا سنقف عند هذا السؤال: إلى ماذا يحتاج
الجيل الحالي لكي يعيد بناء هيكلة عادات وتقاليد جيله الأسبق؟