كتبت – أسماء خيري
رغم التحذيرات المتكرر الصادرة عن منظمة الصحة
العالمية للسيدات بعدم اللجوء إلى الجراحة القيصرية إلا في حال الضرورة الطبية، بلغت
حالات الولادة القيصرية في مصر انتشاراً غير مسبوق بنسبة تصل إلى 80% مقابل نسبة
20% للولادة الطبيعية؛ ما جعل من مصر الدولة الأولى عالمياً بالولادة القيصرية
لتتراجع "البرازيل" إلى المركز الثاني.
الأمر الذي أدى إلى طرح التساؤلات حول أسباب هذا
الانتشار المتزايد.. وانقسمت غالبية الآراء حول سببين، فالبعض يرى أن
"طمع" الأطباء في مقابل مادي يفوق تكاليف الولادة الطبيعية هو السبب الرئيسي،
فيما يرى البعض الآخر أن "فوبيا" الولادة الطبيعية و"موضة"
الولادة بدون آلام التي انتشرت بين السيدات سبب رئيسي آخر..
هذه الأسباب المطروحة يؤكدها المسؤولون في وزارة
الصحة ومؤسسو المبادرات الصحية المضادة للولادة القيصرية غير الضرورية في مصر،
فارتفاع التكاليف المادية للجراحة القيصرية أمر مغرى للكثير من الأطباء الذين
ينصحون السيدات الحوامل بالاتجاه للجراحة القيصرية وفى أحيان أخرى تجد السيدات
أنفسهن تحت "أمر" واقع من الأطباء دون الحاجة لذلك..
وبحسب ما هو رائج بين السيدات وانطلاقاً من مبدأ
أن آلام "الطبيعي" لا تحتمل، والتأكيد على فكرة سهولة الولادة القيصرية
وتبعاتها، كذلك فيما يخص المسألة الجنسية المتعلقة بالولادة الطبيعية نصبح أمام مأزق
آخر وهو مأزق تداول وترسخ الأفكار الخاطئة..
فبحسب منظمة الصحة العالمية تتجاوز نسبة الوفيات
الناتجة عن الولادة القيصرية النسبة الناتجة عن الولادة الطبيعية ب 4 الى 10 أضعاف
سواء للطفل او الأم، وتزيد من مضاعفات إصابة الأم بالنزيف او العدوى ومضاعفات التخدير،
فضلاً عن اكتئاب ما بعد الولادة وزيادة احتمالات العقم..
ونتيجة لما سبق كانت وزارة الصحة المصرية قد
قررت اتخاذ بعض الإجراءات للسيطرة على هذا الانتشار وخفض معدلات الولادة القيصرية
مقابل الطبيعية، الإجراءات التي أوضحها الدكتور "حسام عبد الغفار
"المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان في تصريحات له، والتي تضمَّن بعض منها:
-مساواة أتعاب الأطباء والطواقم الطبية عن
الولادة الطبيعية بمثيلتها عن القيصرية.
-تخصيص حافز مالي للفريق الطبي الذي يحقق معدلات
أعلى للولادة الطبيعية.
-وضع التشريعات التي تضمن حق الطبيب أو الممرضة
لتطبيق الولادات الطبيعية أثناء حدوث الآثار الجانبية البسيطة.
برأيك.. هل تساهم توجيهات الصحة في خفض نسبة
انتشار الولادة القيصرية؟!
إرسال تعليق