كتب – علي الحربي
في فبراير ٢٠٢٢
تصدر ڤيديو لعروس في فستان أبيض مواقع التواصل الاجتماعي، أثناء تعرضها للضرب
الشديد خلال ما يسمي بالـ "زفة" في ثقافة الأعراس المصرية، وتحت هاشتاج
"عروس الإسماعيلية" تصدر الخبر منصات التواصل الاجتماعي، لتظهر وقتها في
فيديو آخر مع زوجها، وتوضح أنهم أهل وأنهم يعيشون قصة حب لأعوام، وتنتهي القضية
علي ذلك.
بالأمس عادت
عروس الإسماعيلية من جديد، بوجه مُتورم وحالة نفسية توضح مدي الانكسار الذي تعيشه،
وقد أفصحت عن تفاصيل القصة الحقيقية جملة، لتوضح أن هذا الإنسان لا يقربها بتلك
الدرجة التي أُجبرت على التصريح بها كذبًا من قبل، وأنها لم تعرفه إلا لحوالي خمسة
أشهر فقط قبل الزواج، وخلال هذه الشهور الثمانية المنصرمة، قد لاقت أهوالًا من
الضرب والتعنيف والإهانة، وهو ما اضطرت لتحمله خوفًا من التهديد، سواًء بالقتل
لذويها، أو بتشويه ملامحها بالحمض.
مؤخرًا تفاقمت
هذه النوعية من القضايا، وكأننا عُدنا بالزمن لما قبل وضع أول قانون لمناهضة العنف
ضد المرأة في التسعينيات، ومازال السؤال ما الذي يجد فيه الرجل مُبررًا ليقوم بضرب
الأنثى إلى هذا الحد من القسوة، وهل يوجد حالة او موقف يستدعي هكذا تصرف ويبيحه، وإلى
متي ستظل دائرة المُطالبة بالمساواة من النساء، وشعور الذكور بالسطوة والأحقية والاستقواء
قائمًة؟
إن وجود هذان
القطرين من الصراع لا يدل سوي علي وجود الخلل، إما في القوانين التي تسنها
الدساتير، أو في التقاليد التي يحتكم لها بعض المجتمعات، وأننا لا نتقيد تمامًا
بما يقتضيه ويحثنا عليه الدين، وكأنه صراع أزلي لا تُرجي له نهاية.
