كتبت – أماني يحيي
مع بداية صباح يوم جديد، ها نحن في بداية حرب
نخوضها مع الواقع، أصبح اليوم عبارة عن حرب والفائز فيها من يستطيع التجاوز، أصبح
الانتصار الحقيقي في تلك الحرب هو أن تذهب إلى فِراشك خالي المشاعر، وتنام دون أي
شعور، لا أعرف لكن هل لفقدان الشغف والذات دور في أن نحيا بسلام بعض الوقت، أن
يُحركك الواقع، وأنت لا تبالي، لا تُبالي لقرارات، لا تُبالي لما يحدث وكيف حدث، وماذا
إن حدث.
أصبحت مفقود بين نفسك، تُلهيك صراعاتك الداخلية،
فتجعلك مُغيب حتى عن نفسك، مُغيب عما يدور حولك، لم يعد يلفتك شيء، حُبك لأدق
التفاصيل لم يعد يجذبك، بل لم تعد تُبالي في الأساس، تكتفي بالنظر وتمر صامتًا،
أصبحت معهم وروحك تحت سماء عالمك الموازي.
أصبحت غيمة تحل على وجهك فلم تعد تظهر فيه معالم
الحياة، رغم أنك كنت كثير التبسم بشوش الوجه، غيابك الدائم وانطوائك وحُبك لعزلتك
أصبح ملحوظًا، بقائك في غرفتك تفكر في اللاشيء، عدم قدرتك على البكاء أو البوح بما
تشعر، رغبتك الدائمة في الموت، تفكيرك الدائم فماذا لو أرسلت أنا ذاك الجسد لروحه
التي غادرته.
أصبحت مُنهك، تشعر بالعجز، رغبتك الدائمة في
الانهيار.
إذا كنت
انت ذاك الشخص فمرحباً بك على حافة الانهيار.
لكن لتتذكر أن لديك رب كريم، وأن الحياة هي دار
ابتلاءات، وأننا نحيا فيها لأجل الآخرة، هناك الحياة خالية من الألم والوجع والصراعات
الداخلية، فعندما تضيق بك الأرض وتراكم عليك الهموم ردد دائمًا.. "ربي
مسني الضر وانت ارحم الراحمين".