مع بداية الموسم الجديد.. هل تعود الروح للملاعب المصرية في البطولات المحلية؟

 


 

كتب – بدر رمضان

 

 

أصبحت عودة الجماهير المصرية إلى الملاعب من جديد أمرا ملحا مع انطلاقة كل موسم رياضي، ويعتقد الكثيرون أن الوقت قد حان لعودة الحياة للكرة المصرية لسابق عهدها وامتلاء السعة الكاملة للملاعب، بعد غياب دام لأكثر من 10 سنوات.

 

منذ الأحداث التي وقعت في إستاد بورسعيد في 1 فبراير عام 2012 التي راح ضحيتها أكثر من 70 قتيلا من جماهير النادي الأهلي، إثر اعتداء جماهير النادي المصري عليهم بالأسلحة البيضاء، في واقعة سميت "بـ مذبحة إستاد بورسعيد" وسط غياب أمني حيث اكتفي فيها الأمن بدور المشاهد.

 

واستمر غياب الجماهير عن المدرجات، لأسباب مختلفة على مدار سنوات، منها سوء الأوضاع الأمنية عقب ثورة 25 يناير سنة 2011، مما أدى إلى وقوع أحداث إستاد بورسعيد إثر الانفلات الأمني الذي لم يكبح التعصب الجماهيري بين جماهير الفريقين.

 

مرورا بثورة 30 يونيو سنة 2013، ليعود بعدها الانضباط الأمني بفترة ليست بالقصيرة، وتبدأ البلاد مرحلة جديدة، لتستعيد بعد ذلك توازنها بعد تلك الفترة الصعبة على المستوى الأمني.

 

وبعد مرور 3 سنوات من أحداث إستاد بورسعيد، عادة الجماهير لتزين المدرجات من جديد، حيث إن موسم 2015 هو أول موسم شهد السماح فيه لحضور الجماهير للمدرجات، منذ أحداث إستاد بورسعيد، لكن الفرحة لم تدم طويلا بعودة الجماهير للمدرجات، حيث استيقظ الشارع الرياضي المصري على فاجعة آخره، أعادت للأذهان أحداث إستاد بورسعيد.

 

حيث لقى 22 مشجعا من جماهير نادي الزمالك مصرعهم، إثر التدافع الذي وقع على بوابات استاد دار الدفاع الجوي بالقاهرة يوم 8 فبراير 2015، قبل مباراة في الدوري بين فريقي الزمالك وانبي، بعد أن استخدمت فيها الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المشجعين، مما دفع وزارة الداخلية إلى حظر حضور الجماهير للمباريات مجددا بعد تلك الأحداث، مع استثناء بعض مباريات المنتخب القومي.

 

 

ومع مرور الوقت بدأ عودة الجماهير إلى الملاعب، ولكن بشكل مقنن وتحديدا في عام 2018، حيث لا يتعدى الحضور الجماهيري 5000 مشجع، قبل أن تتوقف من جديد بعد وباء كورونا في عام 2020، وفي الموسم الماضي وتحديدا في 25 أكتوبر 2021، مع بداية الدوري تم السماح لحضور 1000 مشجع لكل فريق.

 

 

ومع توالي كل تلك الأحداث، التي تسببت بعدم عودة الجماهير للملاعب، والتي أثرت بشكل كبير على أداء اللاعبين في المحافل الدولية، حيث كانت من أهم أسباب فشل المنتخب على الصعيد القاري والدولي، حيث إن الجمهور هو اللاعب رقم واحد بالنسبة لأي فريق الذي يؤازر ويساند اللاعبين في الملعب.

 

 

وتعود أهمية التواجد الجماهيري في الملاعب، بسبب منحها اللاعبين على المستوى النفسي الحافز والدافع لتقديم أقصى ما لديهم، كما أن التواجد الجماهيري يعد من أكبر عوامل نجاح البطولات وارتفاع القيمة التسويقية لها.

 

 

لم تشهد الكور المصرية عوده الطاقة الاستيعابية الكاملة للملاعب منذ 10 سنوات، وبعد مرور كل ذلك الوقت هل وضعنا تصورا لعودة الحياة في ملاعبنا إلى سابق عهدها، أم استسلمنا للواقع واستسهلنا الأمر على المستوى الأمني والتنظيمي.

 

 

كيف تعود الحياة إلى ملاعب كرة القدم في مصر من جديد، ربما إذا تم تطبيق قانون شغب الملاعب الصادر عام 2017 بحزم ودون خوف أو تهاون في تطبيق القانون لكل من يخرج عن النص، حتى تعود الحياة للملاعب من جديد.

 

والسؤال الذي يطرح نفسه مع بداية كل موسم، بعد كل تلك الفترة العصيبة، التي مرت بها مصر على الصعيد السياسي والرياضي، لماذا لا تعود الجماهير بكامل عددها للملاعب من جديد؟

 

 

أما آن الأوان لعوده الروح المفتقدة، منذ 10 سنوات للملاعب المصرية، ونبذ التعصب، سواء على المستوى الجماهيري أو جميع عناصر اللعبة، وطي صفحات الماضي الأليم، لتمتلئ جوانب الملاعب بهتاف الجماهير لفريقها دون الخروج عن النص.

 

 

أحدث أقدم