الإعاقة في الفكر وليست في الجسد.. يونس صنع من اعاقته نافذة تطل به نحو التميز والنجاح

 

 

كتبت – رجاء تلمساني

 

اثبت مجموعة من المشاهير من ذوي الاحتياجات الخاصة انهم قادرون على تطبيق هذه المقولة على أرض الواقع، واستطاعوا بالصبر والتحدي ان يصنعوا من اعاقتهم نافذة تطل بهم نحو المستقبل، ليحققوا احلامهم ويحولوا نظرات الشفقة إلى الانبهار، انها الإرادة القوية جسر العبور من عالم الجهل الى عالم المعرفة.

 

 لا يوجد هناك مستحيل

 

استطاع بيتهوفن ان يقدم للعالم أروع السمفونيات الموسيقية وهو أصم، واستطاع ستيف كيفن ان يقدم للعالم أعظم نظريات الفيزياء وهو يعاني مرض التصلب اللويحي، كما استطاعت فريدة كوهلر ان تحلق بعقلها وتخطط بأناملها أروع اللوحات وهي حبيسة سريرها.

 

قصة يونس قصة ملهمة ومختلفة

 

واستطاع بطل قصتنا يونس الخروج من عالم الظلام الى عالم النور، قصة يونس قصة ملهمة ومختلفة تماما فالطفل يونس ولد طفلا طبيعيا لا يعاني من اي مرض، وكان يلعب ويجري مع أصدقائه إلى أن وصل سن الثامنة، حيت اكتشفت مدرسته ضعف بصره، اخبرت والدته بذلك وكانت الاسرة إلى هنا لا تشعر باي خوف او قلق فيكفي كشف طبي وارتداء نظارات طبية وينتهي الموضوع.

 

مفاجأة مدوية بانتظار الأسرة

 

لكن كانت هناك مفاجأة مدوية بانتظار الاسرة، فبعد الكشف الطبي والفحوصات اكتشف الأطباء إصابة الطفل بمرض وراثي يطلق عليه مرض المياه الزرقاء وفي حالة يونس الوضع كان سيئا فالعصب البصري لعينيه كان متضرر بشكل كبير وماهي إلا سنوات قليلة حتى يفقد الطفل البصر نهائيا.

 

الخبر نزل كالصاعقة على الاسرة والطفل، حاول أهل الطفل استشارة أطباء داخل الوطن وخارجه، لكن للأسف كان التشخيص نفسه، انقلبت حياة الطفل راسا على عقب ولم يتقبل الوضع وأصبحت تنتابه نوبات بكاء وغضب شديد ورفض الخروج من المنزل والذهاب للمدرسة.

رد فعل فوق المتوقع من والدته

 

أما عن أسرته وبالأخص والدته كان ردة فعلها فوق المتوقع فقد اخدت الطفل لطبيب نفسي لكي يساعده على تقبل الوضع الجديد والاستعداد النفسي لذلك، وفعلا بغضون بضع سنوات فقد الشاب بصره كاملا واضطر الى الالتحاق بمدرسة خاصة بالمكفوفين.

 

عودة لنقطة الصفر

 

رحلة محفوفة بالانزعاج وبالعودة لنقطة الصفر، حيت كان مضطرا لتعلم كتابة براي وأصبح غير قادر على الخروج بدون والدته الطفل الذي كان يبصر العالم أصبح كفيفا الان لكن حقيقة.

 

كانت والدته فعلا عيناه اللتان يبصر بهمها الحياة من جديد واستطاعت وتحملت مشقة الذهاب معه الى المدرسة ثم الى الجامعة، كما تعلم العزف على الة الكمان وبفضل تشجيع مدرسيه ووالدته وعائلته استطاع ان يصل الى منصب مهم في وظيفة جيدة، أيضا ووجد نصفه الاخر شابة امنت به وبقدراته وتزوجته، وقد رزق بطفل قبل أشهر.

 

لا يوجد مستحيل ولا وجود للإعاقة إلا في عقولنا

 

لا يوجد إذا مستحيل، ولا وجود للإعاقة معنى إلا في عقولنا فيونس هو نموذج من نماذج كثيرة استطاعت ان تتحدى الظروف الصعبة لكي يحقق أحلامه.

 

أتمنى ان تكون قصة يونس رسالة ليس للمرضى او لذوي الاحتياجات الخاصة فقط، بل ان تكون رسالة لكل شباب المستقبل فالعقبات لا تكون دايما حاجز بيننا وبين تحقيق احلامنا، فهي اختبار لقوة ارادتنا وفي رغبتنا الكبيرة على اثبات تفوقنا وتميزنا.