تقع محافظة الوادي الجديد في الصحراء الغربية جنوب غرب جمهورية مصر وتحتل نسبة 44 % من المساحة الجملية لهذا البلد ومع ذلك فإن الكثافة السكانية فيها ضعيفة ولابد أن الحرارة الشديدة التي يتميز بها المكان كونه ذات طبيعة صحراوية جافة وقاسية هو السبب في ذلك كما أنها تعتبر أكثر منطقة تسطع فيها الشمس على مستوى العالم.
عوامل طبيعية نادرة الوجود
بين واحات غناء وصحراء قاحلة تكسوها الرمال
والتضاريس المتنوعة تتشكل معالم الطبيعة في الوادي الجديد وهي معالم تمزج بين
الواحات التي شهدت التدخل البشري من خلال النشاط الزراعي بسبب توفر البحيرات
والعيون الجارية العذبة المنسابة فيها وبين الصحراء التي تبدو كأنها في عصر تاريخي
قديم، إذ بقيت على حالها وعرة وجرداء لكنها رغم ذلك فريدة من نوعها، إذ تستقطب الزوار
بسبب الصخور البيضاء التي نحتتها وشكلتها يد الزمن كما شاءت وتلك الرمال الصافية
المتدفقة كالحرير وهي بيضاء وشفافة تتمايل مع كل هبة ريح وكل أثر قدم تخطو عليها، فتضفي على المكان رونقا وسحرا وغموضا وتلك الهضاب التي يمتزج فيها اللون الأسود بلون
التربة والتي تزيد الصحراء بهاء ورهبة في الوقت نفسه.
كما تتميز صحراء الوادي الجديد بحرارة شديدة
ومناخ قاس يتفوق على الكثير من صحاري العالم ورغم ذلك يحلو للكثير من الزوار
التخييم فيها والتمتع بليلة رائقة على نار الحطب المشتعل، إلا أن أكثر مايمكن أن يأسر
عابري السبيل ليلا تلك السماء شديدة
الصفاء التي تكشف عن أجرامها ومجراتها في منظر غير اعتيادي يمثل فرصة لالتقاط صور مميزة
وساحرة.
وفي قلب الصحراء وعلى واجهة الصخور تظهر المنحوتات الجدارية التي نحتها الإنسان منذ عصور ماقبل التاريخ، بل منذ العصور الأولى للوجود البشري على وجه الأرض والتي تصور شكل الحياة البدائية كعمليات الصيد، فنجد رسومات لحيوانات مفترسة وصيادين، كما نجد بعض النقوش والرموز التي ربما تدل على نوع من الإشارات التي من المتوقع أنها كانت تحل محل اللغة في ذلك العصر.
كنز أثري لابد من التعريف به
تمتلك المحافظة رصيدا ثمينا من المناطق
الأثرية والمعالم الرائعة أولها معبد أمادا وهو عبارة عن غرفة مربعة الشكل غير
فسيحة تقع أمام هضاب الصحراء السوداء وهو أقدم معبد للإلهين رع وآمون وقد بني هذا
المعبد في عهد تحوتموس الثالث وقد أدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
وفي عهد رمسيس الثاني أنشئ معبد الدر وهو
معبد منحوت في الصخور ذو منظر فريد يجذب الزوار وقد أدرج هذا المعلم أيضا ضمن
قائمة اليونسكو.
وفي فترة تاريخية لاحقة ترجح أن تكون
مابين القرنين الثالث والسابع للميلاد أنشئت جبانة البجوات وتعتبر من أقدم المدافن
المسيحية في العالم.
وإذا عدنا بالزمن إلى أقدم من هذه الفترات أي
إلى عشرة آلاف سنة نجد كهف السباحين وهو كهف يحتوي على منحوتات جدارية على الصخور
تصور مجموعة من الأشخاص وهم يسبحون.
ولا ننسى موقع الدير البحري وهو مجموعة من المعابد
والمقابر الفرعونية التي تتميز بكاريزما رائعة تستقطب السائحين.
أما الأشهر بينها جميعا فهو وادي الملوك ويحتوي
الموقع على مقابر لفراعنة ونبلاء مصر في الفترة التي تمتد مابين حكم الأسرة الثامنة عشر
والعشرين.
أما معبد هيبس فهو أفضل المعابد من حيث الحجم
والمساحة وهو ذات أعمدة شاهقة تحيط به أشجار النخيل من كل اتجاه مازاد المشهد
جمالا وبهجة.
أما قرية القصر فهي قرية يعود تاريخ إنشائها
إلى الحضارة الرومانية خلال القرن الأول للميلاد وتضم القرية مجموعة من بقايا مساكن
قديمة ومعبد أثري.
يضم المكان مواقع أثرية متعددة أخرى غير
ماذكرنا منها قصر الغويطة ودير الحجر وقلاع الضبة وقصر الفرافرة وغيرها.
إرسال تعليق