جنون البشر

 


 

كتبت – رجاء تلمساني

 

انه الخريف العربي، انتفاضة المجانين والحمقى والتائهين والى الشهرة المزيفة هم زاحفين، نحن اليوم أمام وباء مبتكر انه جنون البشر، إننا إذا في خطر فهناك حتما مؤامرة تحاك ضد البشر.

 

جنون التحدي في العالم الرقمي، تجاوز كل ما هو أخلاقي، فيديوهات حصرية تعري حياتنا الناس اليومية، تعرض أشد التفاصيل الحميمية، تبث مجانا على المنصات الإلكترونية، تريندات يومية، أغلبها تروج لفسق وفجور في غياب للقيم وللتربية ولأي رقابة أسرية وطنية او دولية.

 

تخطى هوس الشهرة كل المسافات، الحصول على البوز أصبح الشغل الشاغل لكل الفئات، والشهرة أصبحت متلازمة مرضية تحتاج لعلاج وأدوية ولاختبارات نفسية، ولدراسات اجتماعية، الخطر لو تعلمون كبير، فتصدر الترند يدفع الحمقى لفعل أي شيء.

 

الشهرة لديهم غاية والطمع خلق والغرور مركب للعبور إلى الثراء، انهم حقا أبطال للخواء، وهم في سراديب الجهل والفشل والتفاهة سجناء، والدوافع وراء اللهث عن الشهرة أسبابها ليست خفية، فقر وجهل وأمية، عطش للمال ولتعويض حرمان ولتفريغ عقد نفسية.

 

معجبوهم يحبونهم لغرابة أطوارهم ولسخافة لقطاتهم، يضعون الورود على بوستاتهم في المقابل هم يسحبون السنوات من عداد أعمالهم.

 

النجومية ليست مهنة وانما هي حادث اما ان يرفعك للسماء او يدفنك تحت التراب، صحيح ان الشهرة الزائفة هي الشيء الوحيد الدي لا يحتاج لقدرات، انه عالم مجنون حقا ، لا يمكننا الدخول لحلبتهم فالصراع فيها قوي وغير منطقي وتكافؤ الفرص فيه غير مجدي.


ستصبح نجما في ثواني ويشاهدك الملايين حول العالم، وسيدعمك الاعلام السمعي والبصري، ويغدي ويزيد من رصيدك المصرفي، وسيستضيفونك في برنامج حواري، وسيعطونك للأسف قيمة لم تعطى لمكتشف علاج ثوري.

 

ستتربع على عرش الشهرة يا غبي وستجلس على كراسي أهم القنوات التلفزيونية وستدافع عن محتواك التافه بكل حرية وستستخدم مصطلحاتك التافهة والسوقية والتي تفتقر لعلم ولفكر ولتوعية.

 

انها القوة الخفية لعصر الجنون الرقمي حيت فلتت الموازين ولم يعد الصراع هنا للمتعلم والذكي وانما لصانع التفاهة الفوري والمترصد والمتربص لمشاكل الشخصية وللازمات العائلية وللظروف الاجتماعية، فقط يتلصصون على حياتك اليومية ويصنعون منها محتوى وتريند يجوب الكرة الأرضية.

 

جنون بشري لم يسلم منه طفل ولا رضيع ولا رجل ستيني، أصبحنا عبدة لشياطينهم بكل طواعية، وللشهرة بريق حارق، سيلمع نوره برهة وسيحرقك في دقائق، وسيأتي يوم يدرك فيه العالم أنك مجرد شيء غبي، فقط ظل على حائط.

 

الشهرة هذه فانية لأنها بنيت على أرض هاوية، وفي لحظة ما لن تسدد الثروة ولا الشهرة فاتورتك الكبيرة في مستشفى الامراض النفسية.

 

أن تكون معروفا بالتفاهة والغباء كان ذلك أكبر وباء صادفته البشرية جمعاء ولم يستطع أطباء ولا علماء إيجاد دواء لهؤلاء الحمقى المعتوهين والمفتقرين للقيم والأخلاق.

 

يقول أحد العقلاء لم أحب أن أكون مشهورا فقد سرقت مني الشهرة نفسي ولا أجد عزاء، قد كان وقتا مرهقا وقبيحا أخذ مني كل الأشياء.

 

في حين يعترف رجل آخر مشهور بانه استخدم سمعته السيئة قدر الإمكان، لكنه خسر الصحة الشخصية والعائلة والأمان وصار يقيم في مارستان.

 

أحدث أقدم