الدكتورعبد المجيد حنون
رئيس فرقة التّرجمة
مدير مخبر الأدب العام و المقارن
الطبعة المنقحة لكتاب "ما الأدب المقارن"
كثيرا ما يتوه طلاب
الأدب المقارن في دراساتهم العليا بين دهاليز التّرجمة إن لم يُمكنوا من اللغات
الأخرى، فيبقوا مترنحين بين الاصدارات الأجنبية الغنية بالمعلومات كمراجع مسندة
تسهل صعودهم درج البحوث العلمية المحنكة، و بين برامج تراجم حرفية بعيدة عن
المبتغى المرجو، قصد هذا أحكم أساتذة و باحثون في عدة مخابر أدبية ترجمة كتب قيمة
و شرح نظريات و معلومات أساسية، ترجمة دقيقة تحافظ على المعنى و تتيح للقارئ
الاطلاع على الاصدارات الأجنبية دون الحاجة للعودة للنسخ الأصلية و البحث في
قفاها، من بين هذه الأعمال يتجلى كتاب "ما الأدب المقارن"، و هو خلاصة عمل
جهيد بترجمة أمينة للإصدار الفرنسي Qu’est-ce que la littérature comparée و
الذي صدر مع موجة توجه الأدب المقارن الذي خيم على الساحة الأدبية و تأثر به أدباء
العالم، من بينهم العرب، أو الناطقين باللّغة العربية و الذين عقدوا ملتقى علميا
دوليا تحت عنوان "الأدب المقارن عند العرب" حضره بمعيتهم مستشرقون و
مقارنون غربيون. مهد لنسج أهم معالم و مسالك هذا المجال المعرفي في الفكر الأدبي
العربي، و أسس بالتالي المقارنين العرب عقبه الرابطة العربية للأدب المقارن" و التي
أصدرت جملة من التوصيات و أهمها ترجمة هذا الكتاب الذي كان شعلة الأدب المقارن
الفرنسي آنذاك، و أحدث الأعمال و أشملها، فعكف الدكتور عبد المجيد حنون حسب ما
بينه في مقدمة التّرجمة للكتاب و الأساتذة نسيمة ـم ـ عيلان و عمار رجال؛ أعضاء الفرقة المشرفة على ترجمته، رغم الصّعاب التي اصطدموا بها، بافتقار اللّغة العربية لمعاجم
تحمل مفردات توازي المعاني التي شملها.
فكُلل مجهودهم
المستدام لأربع سنوات بخلاصة قيمة سلسة أمينة الشمول على محتوى الكتاب الأصلي و
فحواه، فسهل على الباحثين في علم الأدب المقارن، نشأته، رواده، المبادلات و
الأفكار، في التاريخ الأدبي العام بين الدين و الفلسفة إلى دراسة الأساطير، من
بينها أسطورة سيزيف و صداها، و التي نوقش تأثيرها في أبعادها الدلالية في الأدب
العربي في مذكرة تخرج ماستر جوان المنصرم، للطالبة بوحايك تقوى بقسم الّلغة
العربية و آدابها بكلية الآداب و اللّغات، بجامعة باجي مختارـ عنابة، تحت اشراف الدكتور
عبد المجيد حنون مدير مخبر الأدب العام و المقارن بمعهد اللّغة العربية و آدابها،
و الذي منحنا وميضا عن الكتاب على هامش المناقشة، ثم شرح لنا بقلمه نظرة قطبية مقتضبة
في كلمة عن الكتاب قال فيها:
"يعدّ هذا الكتاب
من أشهر كتب المدرسة الفرنسية الجديدة في الأدب المقارن. صدرت طبعته الأولى سنة
1967م، بعنوان 'الأدب المقارن' من تأليف الأستاذيْن: كلود بيشوا، و 'أندري ميشال
روسو' في سلسلة جامعية، و تعدّدت طبعاته جرّاء الشّهرة التي حقّقها.
و في سنة 1983م، صدر
بعنوان 'ما الأدب المقارن؟' بعدما انضمّ رأس المدرسة الفرنسية الجديدة في الأدب
المقارن الأستاذ 'بيير برونيل' إلى المؤلّفين السّالفيْ الذّكر، و أضاف إلى فصول
الكتاب الخمسة فصليْن جديديْن (السّادس و السّابع)، مع إعادة النّظر في البعض من
قضايا الأدب المقارن كـ: 'المفهوم'، و 'الحدود' و 'المجالات'، و بذلك ازداد الكتاب
أهمّية و انتشارا لأنّه تجاوز المركزية المتزمّتة، و انفتح على مجالات و فنّية
متنوّعة و عديدة؛ و تُرجم إلى العديد من اللغات، منها: العربية.
تُرجم الكتاب إلى العربية في مصر و الكويت، ثم في سوريا و الجزائر، و يبدو أن هذه التّرجمة الأخيرة هي الأكثر دقّة، و صدر في الجزائر عن دار بهاء الدّين للنّشر و التّوزيع في قسنطينة سنة 2010م، غير أنّه لم يحظَ بالانتشار الواسع نظراً إلى ظروف الطّباعة و النشر التي تعيشها الجزائر في السّنوات الأخيرة."
إرسال تعليق