لو نظرنا لقيمة الأشياء حولنا سنجد
"الأثر" الذي تتركه يحافظ أكثر على قيمتها، ويبقى قيمتها لسنوات وفترات
طويلة..
كانت هكذا تنظر لنفسها ولغيرها ولحياتها،
كانت تتنفس من العطاء، رغم ان من حولها يحب أن يأخذ..
لكنها كانت مميزة حقًا، تقدر قيمة أن تعطي،
أن تسعد من حولها فتسعد..
وكلما مرت بضيقة أو عقبة في حياتها، وفقها
الله لمن يجبر بخاطرها، حتى وإن لم تكن تعرفه، تشعر بأن الله يرزقها على ما
فعلته.. فيزداد حبها أكثر في العطاء..
عندما يصبح انسان فينا علي حافة الانهيار،
فحاجتنا للحنان، تكون اكبر من الحاجه إلي النصيحة والعتاب، نعم نكون في اشد
الاحتياج إلى الكلمة الحلوة، إلي الدعم النفسي، نحتاج الى جبر الخواطر ، نعم جبر
الخواطر ، اكبر شيء في الحياة لديه لذه، الحياة تكون ذات صله بين الناس من جبر
الخواطر ،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "
تُبسمك في وجه اخيك صدقه "
هل الابتسامة التي لا تأخذ مننا اي شيئاً، او
تضُرنا بشيء، ما كميه تأثيرها على الناس، مجرد ابتسامه تساهم، في جبر خواطر الناس...
كنت اسمع كثيراً معظم الوقت عن جبر الخواطر،
كنت اسمع هذا في المدرسة، كنت اسمع هذا من عائلتي، ولكن لم اعلم كيف افعل هذا
؟! كنت اسمع في خطبة الجمعة، عن جبر
الخواطر ، وان من جبر خواطر الناس ، جبر الله خاطره ،
مع الوقت ومع زيادة فهمي للموضوع ، اصبحت
احاول ان لا اخذل اي شخص ، وان لا اكون قاسيه في حديثي معه ، وان اجبر خاطره ولو
بكلمه ، احاول ان اطيب علي قلبه ، احاول ان ابتسم في وجه الجميع ، حته وان لم
اعرفه ،
هل تعلموا عندما أكون حزينة، وفي قمه حزني ،
ولا اريد التحدث مع احد ، فاذهب للخارج ، ارى بعضاً من الناس ، منهم من يقول لي
لماذا اراكى حزينه ، ابتسم كثيراً واقول لا ، انا فقط مرهقه ، واتحدث معه ، واضحك
معه ، ومع حديثي معه ، يحدثني عن شئ حدث معه ، وهو حزين للغايه بسبب هذا ، ولا
يعلم ماذا يفعل ، حينها لم افكر في اي شئ ، سوى انني اجبر خاطره ، بحديثي معه
وابتسامتي ، واعطيه دعم ، وتشجيع انه سوف يتخطي هذا ، وانه ليس مخطأ ، بل هو من
تدبير الله ، نعم ف لماذا ؟! تحزن ، لماذا ؟! ، تيأس ، حينها هذا الشخص يأخذ مني
الامل ، ويقول لي هل فعلاً سأتخطي هذا ، وحينها كنت واثقه انه سوف يتخطي هذا ،
واقول له نعم وانا واثقه ، في فرج الله لك ، وواثقه في قرراتك للحياة ، يقول لي
نعم سوف اتخطي هذا ، ولن استسلم أبداً ، وبعدها ارى الابتسامه علي وجه ، وارى ان
نبره صوته تغيرت للأحسن ، واصبح الامل لديه انه سوف يتخطي هذا ، عاجلاً أم آجلاً ،
حينها سوف اشعر بأنه قد انزاح همي، أنني لم
اعد اشعر بالحزن ، صرت ابتسم لابتسامته ، صار لدى امل بأن همومي سوف تزول
وعندما نأتي لنتحدث عن سر لاحد ، او نتحدث عن مشكله حدثت معانا ، نحن
لا ننتظر كلام جارح ، ولا ننتظر انكم تحدثونا عما إذا كنا أخطأنا أم كنا على صواب،
ولسنا بحاجة إلى التوعيه ، ولسنا بحاجة الي القوه في الرد ، ولسنا بحاجة الي الغضب
علينا ، ولسنا بحاجة الى كلمه " معليش" هذه هي الحياة
نحن نعلم كل هذا ولم نأتي لنتحدث او نفسر
لكم لا تقولوا لنا هذا
نحن نأتي لنتحدث لأننا نكون بحاجه ، الي
الاحتواء ، إلي احتضان الموقف ، نحتاج الي الدعم ، نحتاج إلي الابتسامه علي الاقل
التي تقول لنا ان كل الم سوف يزول عاجلاً أم آجلاً ، نحتاج الي ما يسمي ب "
جبر الخواطر "
ربما تختلف أطباعنا ، ومشاكلنا ، وتفكيرنا ،
ولكن كل ما نحتاجه هو شئ واحد هو " الاهتمام بمشاعرنا "
اكثر شخص تعلمت منه جبر الخواطر هو يعتبر سبب بهجتي اليوم ، هو سبب الامل ، هو
النور الخفيف ، الذى ارسله الله لي ، في الوقت المناسب ، تعلمت منه ان اجعل نفسي ،
في مكان هذا الشخص ، وان لن اجرحه بأي شئ ، ولو بكلمه علي الاقل ، تعلمت منه ان
اتكلم بأسلوب لبق ، ان اجعل نفسي في نفس المكان ، وإذا حدث معي هذا ، ما هو شعورى
، تجاه هذا ، ف الذى لا اتقبله علي ، لا اتقبله علي غيرى مهما صار ، لان الدنيا
سوف تدور ، وسيحدث لي شئ اياً كان سئ او غير ذلك ، سوف اكون بحاجه الي الدعم ،
والتشجيع ، والدعوات لي ، ف انتوا لا تعلموا مدي تأثير كلمه علي قلوبنا ، تأثيرها
علي روحنا ، مهما كان الإنسان فينا قوى نمر أحياناً بلحظات نشعر فيها بالضعف فنبحث
عن " الاحتواء"
نبحث عن " الكلمه الطيبه "
نبحث عن " تقدير الموقف "
نبحث عن " جبر الخواطر "
جبر الخاطر كبير جداً ف" الخاطر "
هو القلب هو نبض الإنسان وحياته ، هل تعلم مدى اهميه ، ان تجبر بخاطر احد ، تعلم
انك لعلي تكون سبب في سعادته ، لعلك تكون احتويت قلب مخذول ، لعلك جعلت في حياة
أحدهم امل للحياة ،
وهل تعلموا ما عقاب كسر الخواطر عند الله إثمه
كبير ووزره وحمله ثقيل وحسابه عسير لأنه يتعرض للفقراء ، والمساكين ، واليتامى ، والضعفاء ، ف هو ليس
هين عند الله
كنت في عمر لا يقل عن ال 19 عام حدث معي شئ ،
جعلني اذهب من المنزل ، وانا ابكي في احدي الشوراع ، كنت امسح دموعي دوماً ، ولن
تتوقف ، لا تتوقف ابداً ، وكأن هموم الكون اصبحت في قلبي ، اعلم اني اذنبت ، اعلم
اني علي خطأ ، ولكني لست بحاجة لمعرفة هذا ، فأنا اعلم اني كنت اتصرف بغباء، كنت
بحاجة ل كلمه طيبه ، ل حضن يحتوي دموعي
وفجأة رأيت فتاة تبكي كثيراً ، تبكي بقلب مكسور ، وكان
لسبب ما ، احسست ان قلبي يوجعني ، لاني اراها هكذا ، ذهبت لها بدون تفكير ،
واعطيتها منديلاً ، وقلت لها لماذا البكاء ، لا تليق الدموع بكي ، ف قالت لي
الحياة اهلكتني ، كثيراً تعبت من صراعات الحياة ، قلت لها هل تعلمي ما المدهش في الموضوع
، قالت لي ، ماذا ؟!
قلت لها تلونت خدودك بالحمره مثل الاطفال
كثيراً ، وقتها اصبحت تضحك كثيراً ، وأصبحت اضحك معها ، وبدون اي سبب ، وقالت لي
شكراً ، وقتها نظرت لها بوجه عبوس ، لماذا ؟! الشكر لم افعل اي شئ ، قالت لي
جعلتني ابتسم ، قلت لها هل تعلمي ان هذا يدل علي قوتك ، قالت كيف انا ضعيفه كثيراً
، والا لما كنت سأبكي هكذا ، قلت لها لا ، انما هي قوة ، ابتسامتك رغم يأسك قوة ،
ضحكتك وقت ضعفك قوة ..
دموعك هذه سالت لأسباب قويه ، ولا اريد علمها
، ولكن كل ما اعلمه ، انك قويه كثيراً ، لانك بكيتي وتطلبي من الله الدعم ، ولا
تبكي وتقولي له لماذا فعلت بي هذا ، انتي قويه كثيراً ، ياليتني مثلك ، قالت لي ،
كيف ؟! قلت لها ان ارضي بكل ابتلاء يحدث لي ، لاني اعلم ان الله ، الرحمن الرحيم ،
لاني اعلم ان رحمه الله وسعت كل شيء ، لاني اعلم ان الله عندما احب عبداً ابتلاه ،
لاني اعلم ان مهما ضاقت حلقتها فرجت ، لاني اعلم ان بعد العسر يسرا ، ولاني اعلم
أيضاً ، ان رب الخير لا يأتى الا بالخير
نظرة لي نظرة رضا وابتسامه ومسحت الباقي من
الدموع وقالت : معكي حق سوف اذهب ولم ابكي وسأدعي الله كثيراً ان يأتيني بفرجه
لاني انتظره كثيراً وسأتذكرك في دعواتي دائماً ، ان يجبر بخاطرك مثل ما جبرتي
بخاطرى ، ويراضيكي مثل ما راضتيني ، واتمني ليكي كل خير ، وقتها احتضنتها بشدة ،
وذهبت وهي ذهبت
هل تعلموا شعورى كنت ممتنه كثيراً ل هذه
الفتاة نعم ف انا كنت بحاجة ل سماع هذا الكلام ، كنت بحاجة ل جبر خاطرى ، كنت
بحاجة اني ابتسم ، كنت بحاجة لفرحه مثل هذه ، ورجعت منزلي ، وانا في قمة سعادتي ،
وراحه بالي وقلبي ، رجعت منزلي ، والسبب الذى ذهبت لأجله ابكي ، ذهبت واكتشفت
انه انتهي ، وان جميع عائلتي ، فخورين بي ، حينها ايقنت ، ان من جبر خواطر الناس
جبر الله خاطره ، اصبحت الضحكه في قلبي ،
والإبتسامة مرسومه علي وجهي..
حمدت الله علي هذا الابتلاء ، وزاد حبي لنفسي ، لأني رأيت شخص يبتسم بسببي ، تعلموا أن تجبروا خواطر الناس ، لأنها حياة مختلفة..