هل تصدق.. انطلاق شرارة الحياة على زحل!

الحياة على زحل

كتبت - هيام رجب 


"لقد علمنا سابقا أن القمر إنسيلادوس التابع لكوكب زحل يحتوي على معظم العناصر الضرورية للحياة كما نعرفها ـ الكربون والهيدروجين والنيتروجين والأكسجين والكبريت ـ لكن الآن وبعد التأكد من وجود الفسفور، يبدو أن القمر إنسيلادوس يلبي جميع معايير المحيط الصالح للحياة" كما قال مورغان كابل، عالم الأحياء الفلكية في مختبر الدفع النفاث في باسادينا ، كاليفورنيا.

 

ـ إذا ما أهمية الفوسفور لتطور الحياة على الكواكب؟

يعتبر الفوسفور عنصر أساسي لكل أشكال الحياة المعروفة ، ويشكل العمود  الفقري لجزيئات الحمض النووي، ويوجد هذا العنصر الكيماوي في أشكال الحياة كلها بدءا بالبشر وصولا إلى أصغر أشكال الحياة، ويعتبر أساسيا في عملية تكون الكائنات الحية التي نعرفها.

 

ويعد اكتشاف هذا العنصر على قمر إنسيلادوس التابع لزحل، أمرا بالغ الأهمية وهو دليل على احتمالية وجود حياة خارج كوكب الأرض، وأن انتقال الفوسفور إليه يعني حتما انتقاله إلى أماكن أخرى في الفضاء الخارجي.

 

 لذلك يجب دعنا نتعرف على كيفية انتقال الفوسفور في الفضاء الخارجي، وهل هو عنصر ثابت على كوكب الأرض أم انتقل إليها من مكان أخر.

توصل عدد من علماء الفلك إلى لغز المكان الذي جاء منه عنصر الفوسفور، حيث تتبع مجموعة منهم مسيرة الفوسفور عبر الفضاء، وحللت أيضا طرق تنقله من المناطق التي تتشكل فيها النجوم ووصوله إلى المذنبات، ارتسمت ملامح الرحلة التي جاءت به إلى كوكبنا.

وكذلك بين العلماء أهمية الدور الذي ربما أداه هذا العنصر في بداية الحياة على الأرض.

 

ومن أجل تتبع رحلة الفوسفور، راقب العلماء إحدى المناطق التي تتشكل النجوم فيها، وتعرف باسم "أي. أف. جي. أل 5142". وبعد ترصدهم لتلك المنطقة، تمكنوا من اكتشاف أماكن ظهور الجزيئات الحاملة للفوسفور، من خلال عملية واسعة النطاق تتزامن مع تشكل نجوم جديدة وأنظمة كوكبية أخرى.

 

وبالتالي تبين للعلماء أن تلك الجزيئات الحاملة للفوسفور تولد عندما تتشكل النجوم نفسها ويتدفق الغاز من النجوم حديثة الولادة، ويمتد الغاز بين النجوم محدثا فجوات فتتشكل تلك الجزيئات على تلك الفجوات الشاسعة، فيما تتدفق موجات من الطاقة والاشعاع خارج النجوم حديثة التكوين.


ومن هنا وجد العلماء أن المركبات التي تحمل الفوسفور يمكن أن تعلق في المذنبات التي تنقلها بعد ذلك إلى مكان آخر في الكون كما حدث في قمر إنسيلادوس التابع لزحل وكما حدث في كوكب الأرض منذ ملايين السنين.

 

على الرغم من أهمية الفوسفور، فهو قطعة واحدة من أحجية رائعة عندما يتعلق الأمر بصلاحية إنسيلادوس للحياة.

 

أعتقد أنه لا يزال لدينا بعض الاكتشافات المثيرة التي تنتظرنا على المدى الطويل، يحتاج العلماء إلى المزيد من البيانات لفهم إنسيلادوس كنظام جيوكيميائي واختبار وجود الحياة عليه.

أحدث أقدم