من كثرة المشاكل صرت أحب الأحزان.. ماذا افعل يا أستاذي؟

 


 

أستاذي اهلا بك من كثرة المشاكل التي مررت بها صرت أحب الاكتئاب وبشدة، وكتير أحبها وأحب اسمع موسيقى حزينة تركية وادخل في حالة الاكتئاب.. مع العلم ان علاقتي بأهلي جيدة ولي أصدقاء على مواقع التواصل لكنني أجلس لوحدي كثيرا

 

الحل..

 

أنا آسف لسماع ذلك، وأشكرك على مشاركتك مشاعرك هنا، الاكتئاب بشكل يمكن أن يكون تحديًا صعبًا ويؤثر على جوانب مختلفة من حياة الإنسان.. لكن اعتقد من وجهه نظري أن الاكتئاب الذي تقصدينه ليس اكتئابا بالمفهوم النفسي لأنه لو كان اكتئابا لا قدر الله لم تستطيعي ان تعيشي وتمارسي حياتك بل ولن تستطيعي أن تواصلي حياتك بسعادة كما تصفين في رسالتك..

لكن على أي حال هناك بعض الأمور التي اود أن اخبرك بها وهي أمور هامة جدا جدا جدا لابد أن تضعينها في اعتبارك حتى لا تزداد حالتك سوءًا ولكيلا تتحول تلك النشوة والسعادة والبهجة بالحزن إلى كارثة على كافة مستويات حياتك..

 

أولاً عليكِ أن تتخلصي تماما من وحدتك وعزلتك عن الآخرين، نعم افهم واتفهم مدى أن يكون الإنسان بمفرده ويأخذ مساحته الخاصة ويقضي وقتا مع نفسه مهم نفسيًا وأمر مريح للغاية لكن من زاد عن حد انقلب ضده، فد تتحول النعمة لنقمة وقد يؤدي جلوسك بمفردك لمشاكل نفسية وخيمة بل وقد يؤثر ذلك على انتاجك وعلى تطوير ذاتك فالتعامل مع الآخرين مهم جدا نفسيا وصحيا وكذلك على الجانب العملي لكي تكتسبي خبرات أكثر وأكثر..

 

ثانيا الأغاني وكثرتها خاصة الحزينة مع الوقت سوف تؤثر عليكِ بالسلب واقترح بأن تبدليها بموسيقى هادئة جميلة رائعة مع جلسات استرخاء وتأمل ستساعدك كثيرًا في أن تحصلي على راحة نفسية كبيرة وتستمتعي كذلك بتلك الحالة بشكل إيجابي وبشكل مفيد وبناء عكس سعادتك في الحزن وسماع الموسيقى الحزينة، نفس السلوك لكن الحالة والإفادة أكثر وأكبر بكثير..

 

ثالثا يجب أن تفكري مع نفسك بشكل صريح وصادق وتبحثي عن طموحات واحلام لكِ وتسعي لكي تحققيها يجب أن يكن لك إنجاز خاص حينها وبإذن الله حينما تصلي لهدفك ومرادك ستكون سعادتك حقيقية تماما وسعادتك ستختلف كثيرا عن سعادتك بالحزن والاكتئاب..

 

رابعا عليكِ ان تقومي بعمل علاقات بناءة وسوية مع أشخاص أسوياء ويفضل في الحياة الواقعية وليس على مواقع التواصل لكي تتغير وجهات نظرك وتعيشي حياتك وشبابك خاصة وأنك لا تزالي صغيرة وأمامك الكثير من الوقت والتجارب التي عليكِ أن تخوضيها..

في النهاية الحزن امر سيء مهما بد لكِ وحاولي أن تقتربي من الله دائمًا فمع الله شعورك سيكون مستقرا وهادئًا وتشعرين بسكينة، عليكِ أن تعيشي حياتك وعمرك فالعمر هو نعمة عليك أن تستغليها حتى لا تندمي على ما فاتك وعلى ما لم تعيشيه عندما يمر بكِ العمر.. وأتمنى لكِ حياة نفسية رائعة دمتي بألف خير..

أحدث أقدم