تابوت السكينة.. بقلم: عبد الرحمن محيي

 


ما سأتحدث عنه اليوم هو أكبر سر تاريخي غامض ، ذكر في الديانات السماوية الثلاث لما له من أهمية ، الكل يحلم بفك لغز هذا السر ومعرفة ما فيه ، ولكن الحقيقة انه اختفى تمامًا . يوجد الكثير من الأساطير والروايات حول مكانه وحول قدراته الخارقة ، والأهم خطر الاقتراب منه . السؤال المهم هنا : هل بالفعل وجدته قوىً خفية عُظمى وأخفته للاستيلاء على العالم ؟ هذا ما سنعرفه عن هذا التابوت.

 

هو التابوت الذي حفظت به ألواح العهد وفقًا للتراث اليهودي ، وهذا التابوت وُضع داخل قدس الأقداس بالهيكل وهو مطلي بالذهب ومُزين بإطار من الذهب . وصف ذلك التابوت موجود في سفر الخروج الفصل ٢٥ ، حيث أنه مصنوعًا من خشب السنط ومطلي بالذهب من طرفيه الخارجي والداخلي ، ويوصف حجمه بأن طوله ذراعين ونصف وعرضه ذراع ونصف وارتفاعه ذراع ونصف . كان التابوت محمولًا على مساند من خشب السنط المذهبة المعشقة في حلقات ذهبية مصبوبة بجانب التابوت ، ومكان التابوت كان المكان الأكثر قداسة في الهيكل ، ألا وهو قدس الأقداس .

 

يعد تابوت العهد من أهم القطع الأثرية التي تحمل قيمة تاريخية ودينية لدى اليهود والمسيحيين. حيث يحتوي على الوصايا العشر التي ألقاها النبي موسى على جبل سيناء. كان تابوت العهد يحتوي أيضًا على أشياء أخرى مثل المان. والعصا المزهرية، والتوراة. ويعتقد أن التابوت تم بناؤه في القرن الثاني عشر قبل الميلاد . وكان يعتقد أنه يحمل بعض القوى الخارقة. يستمر خلاف حول مكان تابوت العهد اليوم، ولكن العديد من الأفكار تشير إلى أن التابوت مخزن في الأرجاء الجنوبية للقدس. بغض النظر عن مكانه الحالي، فإن تابوت العهد يظل شيئًا يجب الاحتفاظ به بشدة، حيث يرتبط بالتاريخ والدين والثقافة.

 

كان تابوت عهد الله يرمز إلى حضور الله من أجل شعب إسرائيل. إذ كان التابوت هيكلًا تشبيهيًّا موضوعًا داخل خيمة الاجتماع . في بداية  تاريخ إسرائيل، كان تابوت العهد بمنزلة الحافظ والحامي —أي العنصر المُقدَّس الذي يضمن سلامة شعب إسرائيل، خاصة في الحرب. فعبر العهد القديم، تمثَّل حضور الله باعتباره المحارب الإلهي عن شعبه بصور متنوعة.

 

ويُعتقد أن التابوت اختفى عندما خرب البابليُّون أورشليم ونهبوها. مع ذلك، قال إرميا النبي للشعب ألا ييأسوا على الرغم من عدم بناء تابوت العهد مرة أخرى؛ وعوضًا عن ذلك، ستغدو أورشليم محل عرش الله وحضوره، ومركز العبادة الجديد حيث ستتدفَّق في المستقبل جموع المُصلِّين والمُتعبِّدين إلى محل موطئ قدم المسيح ، ملكهم .

 

قال الله تعالى ( وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) صدق الله العظيم . في معتقدات بنو إسرائيل ان هذا التابوت هو منقذهم ومُخلصهم في وجه أعدائهم ، يحاولون بشتى الطرق هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل لأنهم يعتقدون أن التابوت تحت المسجد الأقصى لهذا هم متمسكون بالقدس ، يريدونها عاصمة لهم ومقرًا لاستقرار مُخلصهم عند مجيئه . هل فهمنا الآن لم هم متمسكون بالقدس ولا يريدوا تركها ؟

أحدث أقدم