عبر النافذة.. بقلم: شيماء إبراهيم


 

 تنبيه.. هذه القصة مستوحاة من أحداث حقيقة.

 

21/12/2024

في إحدى  المقابلات التلفزيونية، بدأت وردة تحكي  للمشاهدين ما حدث لها في ذلك اليوم.

 

21/12/2023

_تلك الليلة كانت الأسوء بالنسبة لي،  فأنا لم أكن مستعدةٌ لأي أحداثٍ مفاجئة، استيقظتُ عند العاشرة في مساء يوم الخميس،وكان عليَّ أن أجهِّز كل شيء قبل ال12منتصف الليل، للأسف لقد كانت هذه ليلةُ عيدُ ميلادي ولكنني لم أستمتع بها كما كنت أفعلُ دائمًا.

قمت بالذهاب إلى المطبخ وبدأت بتحضير كل ما أحتاج إليه لعمل قالب الكيك مثل كل مرة، وبعد أن أدخلته الفرن ذهبتُ لأوقظَ ماجد كان كل شيء يسير كما تعودتُ وكما خططتُ له إلى أن قمت بفتح نافذة الغرفة، وليتني لم أفعل.

 

بدأنا أنا وزوجي بالإحتفال مبكرًا قبل منتصف الليل، وبينما كنا نرقص شعرتُ بأحدهم يتقدم نحونا ببطئٍ شديد، وما إن إلتفتُّ حتى رأيته يحملُ سكينًا، وفجأةً قام بطعن زوجي مرةً تلو الأخرى، سقط ماجد على الأرض وكان يتألم بشدة  ولكنه  إستطاع  أن ينطق تلك الكلمات  التي لا تزال ترنُّ في أذني، لقد قال لي: " هيا وردة أركضي أرجوكِ، أنقذي نفسكِ من هذا المجرم، أُحبكِ وردة، ودائمًا سأُحبكِ"

حدثَ الأمرُ سريعًا لدرجة أنني لم أستوعب شيئًا في تلك اللحظة، قمت بالركض  نحو غرفتي ثم أغلقتُ الباب خلفي، وبدأت أصرخُ، وأصرخُ مرارًا وتكرارًا عسى أن يسمعني أحد، ولكن بلا جدوى وبينما أنا أبكي سمعت أحدهم يضرب على باب الغرفة بقوة وكأنه يريد كسرهُ، إنقطعت أنفاسي عندها ولم أستطع فعل شيء.

 لكن مهلًا هاتفي، نعم هاتفي معي، أمسكت به واتصلت بالشرطة وبينما أنا أتحدث معهم  قام القاتل بكسر الباب، لقد جاء ووقف أمامي ثم قال:" هل تظنين أنكِ تستطيعين الهروب مني، سأقتُلكِ مثلما قتلتُ زوجكِ، سألحقكِ به وستعيشان حياةً سعيدة بجانب الأموات".

ثم بدأ يضحكُ عاليًا حينها أدركتُ أنني أمام مجنون، نعم سيقتلني هذا المُختل، ماذا سأفعل؟

 

 قمت بضربه بشيءٍ على رأسه وركضتُ خارج الغرفة، ولكن عند وصولي للباب شعرتُ بألمٍ على ظهري إرتطمتُ بالأرض ولم  أتحرك بعدها، كنتُ أستطيع  سماع كل شيء ولكن لم أتحرك، سمعتُ أصوات  الشرطة، بل رأيتهم وهم  يحاصرون منزلي ويقبضون على المجرم، لكن بعدها لم أستيقظ إلا في المستشفى.

 

قام ذلك المجرم بطعني على ظهري وكما ترون هذا ما أصبحتُ عليه، فتاةٌ ثلاثينية على كرسي مقعد، نعم أصابني شللٌ نصفي على إثر تلك الطعنة وما زاد الأمر سوءً أنني كنتُ حاملٌ في شهريَ الثاني ولكني لم أكن أعلم،  وما فائدة معرفتي بعد أن مات طفلي،  لقد مات في أحشائي حتى دونَ أن أشعر  به، وكل هذا بسبب شخصٌ يعاني من مرضٍ نفسي وقد هرب من المصح العقلي، حرمني من زوجي، وإبني، و قدماي، ومن حياتي كلها، وحتى لم  أستطع  محاسبته  على شيءٍ من ذلك لأنه مختل عقليًا، وحين سألتُ المحقق كيف دخل إلى منزلي قال لي:" لقد دخل عبر النافذة".

 

فقط بهذه البساطة، شخصٌ مجنون دخل إلى منزلي وفعَل ما فعَل وكيف دخل؟

عبر النافذة، آااه ليتني لم أفعلُ ذلك ليتني لم أفتحُ  تلك النافذة، أنا حقًا غبية ليتني لم أفعل، لقد مرت سنة كاملة ولكنني لم أنسى ما حدث، ولم أعد أستطيعُ النوم بعدها.

 

_عانت وردة كثيرًا بعد ذلك اليوم، في الحقيقة هي لا زالت تعاني، فقدت زوجها، و إبنها، و لا تستطيع السير، حتى أنها باتت مصابة بالإكتئاب وكادت أن تفقد عقلها.

 

حدث كل شيء  في يوم ميلادها  الثلاثين، وفوق كل ذلك لم تستطع محاسبة  المجرم كما ينبغي، هي فقط أودعت به في مصحٍ عقلي.


Post a Comment

أحدث أقدم