الغفلة واستصغار المحرمات: خطرها وعلاجها

 

الغفلة,مرض الغفلة,الغفلة عن الله,إلى متى الغفلة يا عباد الله,الغفلة والغافلون,آيات الغفلة والنسيان,الغفلة والمآسي الإنسانية,ما هي الغفلة,الغفلة أخطر الأمراض,أشد أنواع الغفلة,الغفلة‏,الغفلة يا عباد الله,أسباب الغفلة,معنى الغفلة في القرآن,وصف أهل الغفلة,مظاهر الغفلة وأسبابها وعلاجها,حقيقة الغفلة وكيفية علاجها,هذه بعض أسباب الغفلة,الغفلة: أسبابها وعلاجها,الغيبة,الشيخ رشيد بن عطاء الله الغيبة,غفلة الملتزمين,الصراط المستقيم,الاستهانة بالمعاصي


الغفلة من أخطر الآفات التي تهدد حياة المسلم، إذ تفتح الباب أمام استصغار المحرمات والانحراف عن طريق الحق. وقد حذر الله تعالى ورسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم- من الغفلة وآثارها السيئة على الفرد والمجتمع، حيث تكون سببًا في تضييع المصالح الدينية والدنيوية.

خطر الغفلة:

الغفلة تعني فقدان الشعور بما يستحق أن يشعر به الإنسان، وهي حالة من السهو التي تعتري الإنسان نتيجة قلة التحفظ والتيقظ. وقد جاءت نصوص الشرع تحذر من الغفلة وتصفها بأنها من صفات الكافرين، كما في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾ [الأعراف:179].

التحذير من الغفلة:

ورد التحذير من الغفلة في عدة مواضع من القرآن الكريم والسنة النبوية، حيث أمر الله تعالى نبيه الكريم بعدم طاعة من أغفل الله قلبه عن ذكره واتبع هواه وكان أمره فرطًا، كما في قوله تعالى: ﴿وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾ [الكهف:28].

معنى الغفلة:

الغفلة هي السهو والتغافل عن الأمور المهمة والتيقظ لأمور الدنيا الزائلة. وهي حالة من الضياع والبعد عن الله سبحانه وتعالى، حيث يصبح الإنسان مستغرقًا في شهوات الدنيا وملذاتها، ناسيًا الآخرة ومحاسبته بين يدي الله.

علامات الغفلة:

للغفلة علامات واضحة يمكن التعرف عليها، منها:

  1. التكاسل عن الطاعات: يؤدي المسلم الطاعات بتثاقل، وبدون سعادة أو انشراح صدر.
  2. استصغار المحرمات: يستهين بالمحرمات سواء أكان يفعلها أم لم يفعلها، ويألف المعاصي ويجاهر بها.
  3. تضييع الأوقات: يقضي أوقاته فيما لا ينفعه من غير فائدة.
  4. الانشغال بالدنيا: ينشغل بالدنيا على حساب العمل للآخرة.
  5. ترك ذكر الله: تمر عليه مواطن الذكر فلا يذكر الله، وإن ذكر الله فبلسانه فقط.

آثار الغفلة:

الغفلة عن ذكر الله لها آثار سلبية خطيرة على النفس والحياة، منها:

  • جلب الشيطان وتسخط الرحمن: الغفلة تفتح الباب للشيطان للسيطرة على القلب وإبعاد الإنسان عن الله.
  • الهم والغم: الغافل عن ذكر الله يعيش في هم وغم دائمين، بعيدًا عن الفرح والسرور.
  • تبلد الذهن: الغفلة تسد أبواب المعرفة وتبعد العبد عن الله وتجره إلى المعاصي.

أسباب الغفلة:

هناك عدة أسباب للغفلة، منها:

  1. الرضا عن النفس: يعتبر الرضا عن النفس أصل كل معصية وغفلة وشهوة.
  2. ترك صلاة الجمعة: فقد حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من ترك صلاة الجمعة وجعلها سببًا للختم على القلب.
  3. البعد عن مواطن الطاعات: البعد عن المساجد وحلق الذكر يعد من أكبر أسباب الغفلة.
  4. اتباع الهوى: اتباع الهوى والابتعاد عن مجالس الخير.
  5. ترك قراءة القرآن: يعد ترك قراءة القرآن من أسباب الغفلة.

علاج الغفلة:

كما أن للغفلة أسبابًا، فلها علاج يتمثل في:

  1. البعد عن أسباب الغفلة: عدم الركون إلى الدنيا وإدراك أنها فانية.
  2. المحافظة على الصلوات: الصلاة تذكر الإنسان بالله وتنبهه كلما غفل.
  3. قيام الليل: قيام الليل دواء عظيم للغفلة ويقوي صلة العبد بربه.
  4. الإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن: الذكر والقرآن يزيلان الغفلة من القلب.
  5. الإكثار من ذكر الموت وزيارة القبور: ذكر الموت وزيارة القبور تذكر الإنسان بالآخرة وتبعده عن الغفلة.


الغفلة واستصغار المحرمات هما طريقان للهلاك وضياع الإنسان في الدنيا والآخرة. لذا، يجب على المسلم أن يتجنب أسباب الغفلة ويسعى جاهدًا للعلاج منها من خلال التمسك بالطاعات والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى.


Post a Comment

أحدث أقدم