في حادثة سرقة فريدة من نوعها، اهتزت بريطانيا على وقع خبر اختفاء 22 طنًا من جبنة الشيدر الإنجليزية والويلزية، من تاجر أجبان في لندن. ولم يكن الأمر ليبقى عابرًا، لولا تدخل الطاهي الشهير جيمي أوليفر، الذي دعا عشاق الجبنة في بريطانيا لمساعدة الشرطة في القبض على الجناة. أوليفر وصف السرقة بـ "عملية سطو وقحة ذات حجم مذهل"، وذلك في بث مباشر على منصة إنستجرام.
الشيف جيمي أوليفر يطالب عشاق الجبنة بالتصدي للجريمة
استغل جيمي أوليفر قاعدته الجماهيرية الكبيرة ليدعو متابعيه إلى توخي الحذر والتبليغ في حال لاحظوا عروضًا مشبوهة تتضمن بيع "شحنات من الجبن الفاخر جدًا" بأسعار منخفضة. وأضاف الشيف البريطاني أن قيمة هذه الكمية من جبنة الشيدر المسروقة تبلغ حوالي 300 ألف جنيه إسترليني، ما يعادل نحو 389 ألف دولار أمريكي. وأشار أوليفر إلى أن الحادثة تستهدف المنتجين الصغار الذين بذلوا جهدًا كبيرًا في تصنيع هذه الأجبان عالية الجودة.
تفاصيل عملية السرقة: انتحال صفة تجار جملة
كشفت شركة "نيلز يارد ديري" البريطانية، المتخصصة في تجارة الأجبان الحرفية، أن عملية السرقة تمت من خلال خداع متقن؛ إذ تقدم شخص بصفة تاجر جملة يعمل لحساب أحد متاجر البيع بالتجزئة الفرنسية الكبرى، وتمكن من الحصول على الشحنة دون دفع الثمن. وقد استلم هذا المحتال أكثر من 950 قالبًا دائريًا من جبنة الشيدر، قبل أن يكتشف التاجر اللندني أنه تعرض لعملية احتيال محكمة.
حماية المنتجين المحليين من تداعيات السرقة
تُعتبر شركة "نيلز يارد ديري" واحدة من أبرز المؤسسات في مجال تجارة الأجبان الحرفية المحلية في بريطانيا، حيث تدعم العديد من صغار المنتجين. وفي محاولة للتخفيف من آثار هذه السرقة الكبيرة، قامت الشركة بدفع المستحقات المالية لشركات "هافود"، و"ويستكومب"، و"بيتشفورك" المحلية الصغيرة، وهي الشركات المنتجة للجبنة المسروقة. وبهذا التصرف، تجنبت الشركة تحميل المنتجين المحليين عبء الخسارة المالية الناجمة عن عملية الاحتيال.
ردود أفعال شعبية وإعلامية واسعة
أثارت الحادثة موجة من الاستنكار والتعليقات الساخرة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أعرب الكثيرون عن دهشتهم من حجم الجبن المسروق وكيفية نقل هذه الكمية الكبيرة دون لفت الأنظار. كما تداولت وسائل الإعلام البريطانية القصة بشكل واسع، مما أثار اهتمامًا شعبيًا بقضية حماية المنتجين المحليين ودعمهم.
هل ستُكشف خيوط الجريمة قريبًا؟
ما تزال التحقيقات جارية لكشف هوية المتورطين في هذه العملية الجريئة. وتأمل الشرطة البريطانية أن يساعد نشر تفاصيل الحادثة بين الجمهور في التوصل إلى أي معلومات تقود إلى استعادة الكمية المسروقة والقبض على الجناة. ويعتمد هذا على اليقظة الشعبية، خاصة بعد دعوة جيمي أوليفر وتفاعل العديد من عشاق الجبنة مع هذا النداء، في محاولة لمساعدة السلطات للوصول إلى أي خيوط قد تكشف هذه العملية الغريبة.
تبرز هذه الحادثة التحديات التي تواجهها تجارة المنتجات الحرفية أمام عمليات الاحتيال، وتدعو لمزيد من الوعي المجتمعي تجاه أهمية حماية مثل هذه الصناعات.
إرسال تعليق