نازحو غزة يصنعون ملابسهم بإعادة تدوير البطانيات مع اقتراب الشتاء البارد

 

غزة,حرب غزة,قطاع غزة,المقاومة في غزة,شمال غزة,في غزة,غزة الان,أخبار غزة,دعم غزة,غزة مباشر,الجزيرة غزة,غزة الجزيرة,غلاف غزة,غزة اليوم,حصار غزة,أطفال غزة,المقاومة الفلسطينية في غزة,حرب غزة الان,حرب غزة 2023,الحرب على غزة,نساء غزة,محيط غزة,غزة الآن,تجويع غزة,مجاعة غزة,مدينة غزة,اخبار غزة,الجيش في غزة ولبنان,الجوع في غزة,حرب غزة لبنان,شمال قطاع غزة,سماء قطاع غزة,غزة الان مباشر,الحصار على غزة,الجوع أطفال غزة,قصف غزة لاسرائيل

مع اقتراب فصل الشتاء القارس والأمطار الغزيرة، يواجه نازحو قطاع غزة تحديات كبيرة لتأمين الدفء وسط نقص حاد في الملابس الشتوية، خاصة أولئك الذين اضطروا للعيش في خيام وملاذات مؤقتة على شاطئ البحر بعد فقدان منازلهم خلال العام الماضي. في ظل هذه الظروف الصعبة، بدأ العديد من النازحين الفلسطينيين بابتكار حلول بديلة لصناعة ملابسهم بوسائل بسيطة وبإعادة تدوير البطانيات الحرارية.

مبادرة "إبرة وخيط" لتأمين الدفء من البطانيات

في خان يونس جنوب قطاع غزة، انطلقت مبادرة "إبرة وخيط" التي أسستها نداء عطية، التي بدأت مع مجموعة من المتطوعين بصناعة ملابس شتوية من البطانيات الحرارية القديمة. تقول نداء: "قدوم فصل الشتاء للمرة الثانية والناس بدون أي ملابس... ما في أي ملابس دخلت البلد. فإحنا حاولنا وفكرنا مليًا إحنا كيف يمكن نوجد حل لعدم توافر الأقمشة، فطلعنا بفكرة إعادة تدوير البطانيات الحرارية لملابس شتوية".

في هذه المبادرة، يتم أخذ المقاسات وقص قماش البطانيات وخياطتها في خيمة بالقرب من الشاطئ، حيث يتم العمل بالكامل يدويًا باستخدام أدوات بسيطة، مما يتطلب جهدًا كبيرًا ومهارات يدوية عالية. نظرًا لعدم توافر الكهرباء بانتظام، يستخدم المتطوعون دواسات دراجة متصلة بماكينة خياطة لتوليد الطاقة اللازمة، وهي عملية تطلب إبداعًا وجهدًا خاصين.

تحديات وصمود

بينما تعد مبادرة "إبرة وخيط" وسيلة لحل جزء من مشاكل الملابس الشتوية للنازحين، إلا أنها ليست خالية من التحديات. فبالإضافة إلى الجهد البدني الكبير في الخياطة اليدوية، يعاني العاملون في المبادرة من نقص في المواد الأولية، مما يجعلهم يعتمدون بشكل كامل على البطانيات المتاحة لهم والتي يعيدون تدويرها بدلاً من الأقمشة العادية.

تُباع الملابس المصنوعة في هذه المبادرة بأسعار تتراوح بين 18 و30 دولار، لكنها تكون بأسعار أقل لمن يحضرون معهم البطانيات الخاصة بهم. وتعد هذه الأسعار مرتفعة نسبيًا مقارنة بقدرة الناس على الشراء في ظل ظروف اقتصادية صعبة، خاصة أن معظم السكان النازحين بلا دخل ثابت.

أزمة اقتصادية متفاقمة

منذ اندلاع الحرب الأخيرة على قطاع غزة، يعاني الكثيرون من انعدام الدخل وانخفاض فرص العمل، مما دفع البعض إلى بيع ممتلكاتهم الشخصية، بما في ذلك الملابس المستعملة، لتوفير الحاجات الأساسية. مع الارتفاع المستمر في أسعار السلع الأساسية، يصبح الحصول على ملابس شتوية مناسبة أمرًا شبه مستحيل للعديد من العائلات.

رسالة أمل وصمود

تمثل مبادرة "إبرة وخيط" نموذجًا مميزًا للإبداع والصمود في غزة، حيث نجحت نداء والمتطوعون معها في استغلال الموارد المتاحة لإنتاج ملابس شتوية من البطانيات الحرارية. وفي الوقت الذي تتزايد فيه التحديات، تقدم هذه المبادرة بارقة أمل للنازحين وتؤكد على أهمية التعاون والابتكار في مواجهة الأزمات.


مع اقتراب الشتاء، تبرز مبادرة "إبرة وخيط" كحل إبداعي وضروري لتلبية احتياجات النازحين في غزة. وعلى الرغم من الصعوبات التي تواجههم، يواصل المشاركون في هذه المبادرة تقديم الدعم والتعاون من أجل توفير دفء ولو بسيط لعائلاتهم.

Post a Comment

أحدث أقدم