شهدت تايلاند حادثًا مأساويًا إثر اندلاع حريق في حافلة مدرسية كانت تقل طلابًا ومعلمين في رحلة ميدانية على أطراف العاصمة بانكوك. ووفقًا لتقارير الشرطة التايلاندية الصادرة يوم الثلاثاء، أسفر الحادث عن مصرع 23 شخصًا على الأقل، بينما تم نقل العديد من المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج.
تفاصيل الحادث
كانت الحافلة المدرسية تقل أكثر من 40 شخصًا، بينهم طلاب ومعلمون، عندما اندلعت النيران فيها. وأفادت السلطات المحلية بأن الحريق وقع بشكل مفاجئ أثناء سير الحافلة في منطقة ريفية على أطراف بانكوك، مما أدى إلى حالة من الذعر والفوضى بين الركاب. وعلى الرغم من المحاولات السريعة للإخلاء، إلا أن الحريق كان سريع الانتشار وأودى بحياة 23 شخصًا، من بينهم العديد من الطلاب.
وقال مفوض الطب الشرعي "تراير ونغ فيوبان" للصحفيين إن عملية التعرف على الجثث بدأت فور انتهاء الحريق، مع إجراء تحقيقات مستمرة لمعرفة أسباب اندلاع النيران.
إنقاذ الجرحى وإخماد الحريق
تم نقل 16 طالبًا و3 معلمين إلى المستشفى، حيث يتلقون العلاج من الإصابات التي تعرضوا لها جراء الحريق. وأكد وزير النقل التايلاندي "سوريا شونغ رونغ روينغكيت" أن الجرحى في حالة مستقرة وأن فرق الإنقاذ بذلت جهودًا جبارة لاحتواء الموقف وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وأظهرت الصور التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي ونقلتها وسائل الإعلام المحلية دخانًا كثيفًا يتصاعد من الحافلة التي كانت أجزاء منها لا تزال مشتعلة. وقد تم إرسال فرق الإطفاء وسيارات الشرطة بسرعة إلى مكان الحادث، وتمكن رجال الإطفاء من إخماد النيران بعد محاولات مكثفة.
التحقيقات الأولية
بينما لا تزال التحقيقات جارية، تعمل السلطات على تحديد السبب الدقيق الذي أدى إلى اندلاع هذا الحريق المدمر. وتشير التقارير الأولية إلى احتمال وجود خلل تقني في الحافلة أو انفجار ناتج عن اشتعال وقود، لكن لم يتم تأكيد أي من هذه الفرضيات حتى الآن. كما يتم التحقيق في معايير السلامة الخاصة بالحافلة وإجراءات الصيانة للتأكد مما إذا كانت تلبي المعايير المطلوبة للنقل المدرسي.
ردود الفعل والمواساة
أثار الحادث حزنًا واسعًا في تايلاند وخارجها، حيث أبدى العديد من المسؤولين المحليين والدوليين تعازيهم لأسر الضحايا. كما أعلنت الحكومة التايلاندية عن تقديم الدعم والمساعدة لأسر المتضررين، بالإضافة إلى فتح تحقيق شامل لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية.
وقال مسؤول محلي: "هذا حادث مفجع، وقلوبنا مع العائلات التي فقدت أحباءها. سنبذل قصارى جهدنا لضمان أن يتم التحقيق بشكل شامل وتقديم الدعم الكامل لكل من تأثر بهذا الحادث".
يعد هذا الحادث المأساوي تذكيرًا مؤلمًا بأهمية ضمان معايير السلامة في وسائل النقل المدرسي. وبينما تستمر التحقيقات لتحديد الأسباب الكاملة وراء الحريق، تظل الأسر والمجتمع في حالة صدمة وحزن على فقدان الأرواح الغالية في هذه الرحلة التي تحولت من تجربة تعليمية إلى كارثة حقيقية.
إرسال تعليق