أثارت مسابقة "أقبح كلب" في بريطانيا جدلًا كبيرًا بعد أن وجد القائمون عليها صعوبة في جمع المشاركات المناسبة. المسابقة، التي أطلقتها شركة تصوير بريطانية في وقت سابق من هذا الشهر، تهدف إلى العثور على الكلب "الأبشع" في البلاد، لكن المفاجأة كانت في أن معظم الصور التي أُرسلت حتى الآن كانت لكلاب "لطيفة للغاية" بحسب وصف المنظمين.
مشكلة الجمال في مسابقة للأبشع
في خطوة غير متوقعة، اضطر منظمو المسابقة إلى إطلاق نداء عاجل للحصول على مشاركات تتوافق مع مفهوم "القبح" الذي يركزون عليه، وذلك بعدما استقبلوا صورًا لكلاب جميلة، على عكس ما كانوا يتوقعون. إذ أرسل معظم أصحاب الحيوانات الأليفة صورًا لكلابهم التي تتميز بجاذبية وشكل لطيف، ما جعل مهمة لجنة التحكيم صعبة في اختيار المشاركات.
وقال رئيس لجنة التحكيم: "90% من الصور التي تلقيناها كانت لكلاب من نوع شيواوا، وهو نوع يتمتع بشكل جذاب ولطيف، ولا يمكن أن يفوز بأي حال في مسابقة تهدف إلى إيجاد أقبح كلب في بريطانيا".
نداء واضح: نحتاج للكلاب الأقبح
بسبب هذه الأزمة، أوضح مؤسس شركة "باروت برينت" المنظمة للمسابقة أن المسابقة ليست احتفالًا بالجمال، بل تستهدف الكلاب التي "تجعل عينيك تتألمان عند النظر إليها". الهدف الأساسي هو تسليط الضوء على الحيوانات التي قد لا تتماشى مع معايير الجمال التقليدية، ولكنها تحظى بحب واهتمام أصحابها.
وأضاف المنظمون أن لديهم تقديرًا كبيرًا لكل الكلاب المشاركة، إلا أن المسابقة تتطلب معايير معينة من "القبح" الذي يعكس فكرتهم من هذه المسابقة المثيرة للجدل.
استبعاد بعض السلالات
بسبب العدد الكبير من الصور التي أرسلت لكلاب من نوع شيواوا، أعلن المنظمون أنهم سيقومون باستبعاد هذا النوع من المسابقة في المستقبل، حيث إن هذه الكلاب تعتبر جميلة وفقًا للمعايير العامة، وبالتالي لا تتناسب مع معايير المسابقة.
توضيح المعايير عبر الصور
لمساعدة المشاركين على فهم مفهوم "القبح" الذي يبحثون عنه، عرضت الشركة المنظمة صورًا لكلاب شاركت في دورات سابقة من المسابقة. هذه الصور قدمت توضيحًا لما يجب أن يكون عليه الكلب ليكون "مؤهلاً" للفوز باللقب. كما أن الهدف هو العثور على كلب يبرز مظهره اختلافات جسدية قد لا تكون تقليدية أو جذابة، ولكنه ما يزال محبوبًا من قبل مالكيه.
حب الحيوانات الأليفة رغم القبح
على الرغم من الطابع الفكاهي للمسابقة، أكد المنظمون أن المسابقة ليست تقليلًا من شأن الكلاب أو تهدف إلى السخرية منها، بل على العكس، فإن الفكرة الأساسية هي الاحتفاء بالكلاب التي قد تكون غير تقليدية في مظهرها ولكنها تحمل مكانة كبيرة في قلوب أصحابها. وفي نهاية الأمر، جميع الكلاب، سواء كانت جميلة أو قبيحة، تستحق الحب والرعاية.
مسابقة "أقبح كلب" في بريطانيا قد تبدو طريفة أو غير تقليدية، لكنها تعكس جوانب مهمة من العلاقة بين البشر وحيواناتهم الأليفة. في النهاية، ليس الجمال هو العامل الحاسم في مدى حبنا للحيوانات التي نربيها، بل هو الاهتمام والرعاية الذي نمنحها إياه. وبالنسبة لمنظمي هذه المسابقة، يكمن التحدي الآن في إيجاد الكلب الذي يحقق مفهوم "القبح" وفق معاييرهم الفريدة.
إرسال تعليق